إلى البصرة فافترق عنه أصحابه فاختفى وطلب الأمان من زياد فلم يؤمنه ثم دل عليه فقتله وصلبه بداره وقيل بل قتله عبد الله بعد زياد سنة أربع وخمسين ثم اجتمع الخوارج بالكوفة على المستورد بن عقلة التيمي من تيم الرباب وعلى حيان بن ضبيان السلمي وعلى معاذ بن جوين الطائي وكلهم من فل النهروان الذين ارتموا في القتلى ودخلوا 3 الكوفة بعد مقتل على واجتمعوا في أربعمائة في منزل حيان بن ضبيان وتشاوروا في الخروج وتدافعوا الامارة ثم اتفقوا على المستورد وبايعوه في جمادى الأخيرة وكبسهم المغيرة في منزلهم فسجن حيان وأفلت المستورد فنزل الحيرة واختلف إليه الخوارج وبلغ المغيرة خبرهم فخطب الناس وتهدد الخوارج فقام إليه معقل بن قيس فقال ليكفك كل رئيس قومه وجاء صعصعة بن صوحان إلى عبد القيس وكان عالما بمنزلهم عند سليم بن مخدوج العبدي إلا أنه لا يسلم عشيرته فخرجوا ولحقوا بالصراة في ثلثمائة فجهز إليهم معقل بن قيس في ثلاثة آلاف وجعل معظمهم من شيعة على وخرج معقل في الشيعة وجاء الخوارج ليعبروا النهر إلى المدائن فمنعهم عاملها سمال بن عبد العبسي ودعاهم إلى الطاعة على الأمان فأبوا فساروا إلى المذار وبلغ ابن عامر بالبصرة خبرهم فبعث شريك بن الأعور الحارثي في ثلاثة آلاف من الشيعة وجاء معقل بن قيس إلى المدائن وقد ساروا إلى المذار فقدم بين يديه أبا الرواع الشاكري في ثلثمائة وسار ولحقهم أبو الرواع بالمذار فقاتلهم ثم لحقه معقل بن قيس متقدما أصحابه عند المساء فحملت الخوارج عليه فثبت وباتوا على تعبية وجاء الخبر إلى الخوارج بنهوض شريك بن الأعور من البصرة فأسروا من ليلتهم راجعين وأصبح معقل واجتمع بشريك وبعث أبا الرواع في أتباعهم في ستمائة فلحقهم بجرجان فقاتلهم فهزمهم إلى ساباط وهو في اتباعهم ورأى المستورد أن هؤلاء مع أبي الرواع حماة أصحاب معقل فتسرب عنهم إلى معقل وأبو الرواع في اتباعه ولما لحق بمعقل قاتلهم قتالا وأدركهم أبو الرواع بعد أن لقى كثيرا من أصحاب معقل منهزمين فردهم واقتتلوا قتالا شديدا وقتل المستورد معقلا طعنه بالرمح فأنفذه وتقدم معقل والرمح فيه إلى المستورد فقسم دماغه بالسيف وماتا جميعا وأخذ الراية عمر بن محرز بن شهاب التميمي بعهد معقل بذلك ثم حمل الناس على الخوارج فقتلوهم ولم ينج منهم الا خمسة أو ستة وعند ابن الكلبي ان المستورد من تيم من بنى رباح خرج بالبصرة أيام زياد قريب الأزدي ورجاف الطائي ابنا الخالة وعلى البصرة سمرة بن جندب وقتلوا بعض بنى ضبة فخرج عليهم شبان من بنى على وبنى راسب فرموهم بالنبل وقتل قريب وجاء عبد الله بن أوس الطائي برأسه واشتد زياد في أمر الخوارج وسمرة وقتلوا منهم خلقا ثم خرج سنة اثنتين وخمسين على زياد ابن حراش العجلي في ثلثمائة بالسواد
(١٤٣)