____________________
(1) الآية في سورة المائدة، وما قبلها قوله تعالى: إذ قال الله يا عيسى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إلى قوله تعالى: فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم. فعلم أن المراد تعذيب الذين اتخذوا عيسى وأمه إلهين، فالمعنى أن تعذبهم على أنهم اتخذوا عيسى وأمه إلهين فإنه حقيق لك وإن كان العبد لا يجوز تعذيبه على سيئاته لغير مولاه، وأما أنت فحقيق لك أن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم ما ارتكبوه من الذنب المذكور فأنت حقيق أيضا بذلك فإنك أنت العزيز الحكيم. فتبين أن مفاد الآية جعل العبودية سببا مصححا للتعذيب من حيث إنه لا يجوز لغير المولى تعذيب العبد على سيئاته، لا إن مجرد العبودية سبب مصحح للتعذيب ولو من غير صدور سيئة عن العبد.