قال الناصب خفضه الله أقول: مذهب الأشاعرة أن الله تعالى خالق كل شئ، ولا يجري في ملكه إلا ما يشاء ولا يجوزون وجود الآلهة في الخلق كالمجوس، بل يقولون: هو الهادي و هو المضل كما نص عليه في كتابه المجيد يضل من يشاء ويهدي من يشاء (3) و هو تعالى يرسل الرسل ويأمرهم بإرشاد الخلائق، وما ذكره الرجل الطاماتي من جواز إرسال الرسل بغير هذه الهداية فقد علمت معنى هذا التجويز، وأن المراد من هذا التجويز نفي وجوب شئ عليه، وهذه الطامات المميلة لقلوب العوام لا ينفع ذلك الرجل، وكل ما بثه من الطامات افتراء، بل هم أهل السنة والجماعة والهداية " إنتهى ".
أقول: لا يذهب عليك أن قوله: إن الله تعالى خالق كل شئ إشارة إلى مضمون الآية الموهمة لما قصده الناصب من العموم، وقد مر أن عمومها مخصوص بقوله تعالى: تبارك الله أحسن الخالقين، وبغيره من أدلة العقل والنقل، وأما قوله لا يجري في ملكه إلا ما يشاء فهو ليس بقرآن ولا حديث كما توهمه بعضهم، وإنما هو كلام ذكره أبو إسحاق (4) الاسفرائني الأشعري عند مخاطبة القاضي
____________________
(1) كالنصارى القائلين بالأقانيم.
(2) كاللادينية.
(3) النحل. الآية 93.
(4) قد مرت ترجمته وأن كلامه مما اشتهر وتلبس بالحديث.
(2) كاللادينية.
(3) النحل. الآية 93.
(4) قد مرت ترجمته وأن كلامه مما اشتهر وتلبس بالحديث.