القاهر واتفق بليق وابنه على وابن مقلة والحسن بن هارون على البيعة لابي أحمد بن المكتفى فبايعوه وحلفوا له وأطلعوا مؤنسا على ذلك فأشار بالمهل وتأنيس القاهر حتى يعرفوا من واطأه من القواد والساجية (1) والحجرية فأبوا وهونوا عليه الامر في استعجال خلعه فأذن لهم فأشاعوا أن أبا طاهر القرمطي ورد الكوفة وندبوا علي بن بليق للمسير إليه ليدخل للوداع ويقبض على القاهر وابن مقلة كان نائما فلما استيقظ أعاد الكتاب إلى القاهر فاستراب ثم جاءه طريف السيكرى غلام مؤنس في زي امرأة مستنصحا فأحضره وأطلعه على تدبيرهم وبيعتهم لابي أحمد بن المكتفى فأخذ القاهر حذره وأكمن الساجية في دهاليز القصر وممراته وجاء علي بن بليق في خف من أصحابه واستأذن فلم يؤذن له وكان ذا خمار فغضب وأفحش في القول فأخرج الساجية في السلاح وشتموه وردوه وفر عنه أصحابه وألقى بنفسه في الطيار وعبر إلى الجانب الغربي واختفى الوزير ابن مقلة والحسن بن هارون وركب طريف إلى دار القاهر فأنكر بليق ما جرى لابنه وشتم الساجية وقال لا بد أن أستعدي الخليفة عليهم وجاء إلى القاهر ومعه قواد مؤنس فلم يأذن له وقبض عليه وحبسه وعلى أحمد بن زيرك صاحب الشرطة وجاء العسكر منكرين لذلك فاسترضاهم ووعدهم بالزيادة وباطلاق هؤلاء المحبوسين فافترقوا وبعث إلى مؤنس بالحضور عنده ليطالعه برأيه فأبى فعزله وولى طريف السيكرى مكانه وأعطاه خاتمه وقال قد فوضت إلى ابني عبد الصمد ما كان المقتدر فوضه إلى ابنه محمد وقلدتك خلافته ورياسة الجيش وامارة الأمراء وبيوت الأموال كما كان مؤنس وأمضى إليه وأحمله إلى دار الخلافة مرفها عليه لئلا يجتمع إليه أهل الشر ويفسد ما بيننا وبينه فسار طريف إلى مؤنس وأخبره بأمان القاهر له ولأصحابه وحمله على الحضور عنده وهون عليه أمره وأن القاهر لا يقدر على مكروهة فركب وحضر فقبض عليه القاهر وحبسه قبل أن يراه وندم طريف على ما فعل واستوحش واستوزر القاهر أبا جعفر محمد بن القاسم بن عبيد الله ووكل بدور مؤنس وبليق وابنه على وابن مقلة وابن زيرك وابن هارون ونقل ما فيها وأحرقت دار ابن مقلة وجاء محمد بن ياقوت وقام بالحجبة فتنكر له طريف السيكرى والساجية فاختفى ولحق بابنه بفارس وكتب إليه القاهر بالعتب على ذلك وولاه الأهواز وكان الذي دعا طريفا السيكرى إلى الانحراف عن مؤنس وبليق أن مؤنسا رفع رتبة بليق وابنه عليه بعد أن كانا يخدمانه فأهملا جانبه ثم اعتزم بليق على أن يوليه مصر وفاوض في ذلك الوزير ابن مقلة فوافق عليه ثم أراد علي بن بليق عمل مصر لنفسه ومنع من إرسال طريف فتربص بهم وأما الساجية فكانوا مع مؤنس بالموصل وكان يعدهم ويمنيهم ولما
(٣٩٣)