كان أبوهم أبو شجاع بويه من رجالات الديلم وكان له أولاد على والحسن وأحمد فعلى أبو الحسن عماد الدولة والحسن أبو على ركن الدولة وأحمد أبو الحسن معز الدولة ونسبهم ابن ماكولا في الساسانية إلى بهرامجور بن يزد جرد وابن مسكويه إلى يزد جرد بن شهريار وهو نسب مدخول لان الرياسة على قوم لا تكون في غير أهل بلدهم كما ذكرنا في مقدمة الكتاب ولما أسلم الديلم على يد الأطروش وملك بهم طبرستان وجرجان وكان من قواده ما كان بن بن كالى وليلى بن النعمان وأسفار بن شيرويه ومرداويح بن وزيار وكانوا ملوكا عظاما وازدحموا في طبرستان فساروا لملك الأرض عند اختلاط الدولة العباسية وضعفها وقصدوا الاستيلاء على الاعمال والأطراف وكان بنو بويه من جملة قواد ما كان بن كالى فلما وقع بينه وبين مرداويح من الفتنة والخلاف ما تقدم وغلبه مرداويح على طبرستان وجرجان عادوا إلى مرداويح لتخف عنه مؤنتهم على أن يرجعوا إليه إذا صلح أمره فساروا إلى مرداويح فقبلهم وأكرمهم واستأمن إليه جماعة من قواد ما كان فقتلهم وأولادهم وولى علي بن بويه على الكرج وكان أكبر اخوته وسار جميعهم إلى الري وعليها وشمكير بن وزيار أخو مرداويح ومعه وزيره الحسين ابن محمد الملقب بالعميد فاتصل به علي بن بويه وأهدى إليه بغلة كانت عنده ومتاعا وندم مرداويح على ولاية هؤلاء المستأمنة من قواد ما كان فكتب إلى أخيه وشمكير بالقبض على الباقين وأراد أن يبعث في اثر علي بن بويه فخشى الفتنة وتركه ولما وصل علي بن بويه إلى الكرج استقام أمره وفتح قلاعا للخرمية ظفر منها بذخائر كثيرة واستمال الرجال وعظم أمره وأحبه الناس ومرداويح يومئذ بطبرستان ثم عاد إلى الري وأطلق مالا لجماعة من القواد على الكرج فوصلوا إلى علي بن بويه فأحسن إليهم واستمالهم وبعث إليهم مرداويح فدافعه فندم على اطلاقهم وبعث فيهم مرداويح أمراء الكرج فاستأمن إليه شيرزاد من أعيان قواد الديلم فقويت نفسه وسار إلى اصبهان وبها المظفر بن ياقوت على الحرب في عشرة آلاف مقاتل وأبو علي بن رستم على الخوارج فأرسل علي بن بويه يستعطفهما في الانحياز إلى طاعة الخليفة وخدمته والمسير إلى الحضرة فلم يجيباه وكان أبو على أشد كراهة له فمات تلك الأيام وسار ابن ياقوت ثلاثة فراسخ عن اصبهان وكان في أصحابه حسل وديلم واستأمنوا إلى ابن بويه ثم اقتتلوا فانهزم ابن ياقوت واستولى علي بن بويه على اصبهان وهو عماد الدولة وكان عسكره نحوا من تسعمائة وعسكر ابن ياقوت نحوا من عشرة آلاف وبلغ ذلك القاهر فاستعظمه وبلغ مرداويح فأقلقه وخاف على ما بيده وبعث إلى عماد الدولة يخادعه يطلب الطاعة منه ليطمئن للرسالة ويخالفه أخوه وشمكير في
(٣٩٥)