مذهب زيد الشهيد وأتباعه والرافضة ويدعون بالامامية المتبرئين من الشيخين باهمالهما وصية النبي صلى الله عليه وسلم بخلافة على مع أن هذه الوصية لم تنقل من طريق صحيح قال بها أحد من السلف الذين يقتدى بهم وانما هي من أوضاع الرافضة وانقسم الرافضة بعد ذلك إلى اثنى عشرية نقلوا الخلافة من جعفر بعد الحسن والحسين وعلى زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق إلى ابنه موسى الكاظم وولده على سلسلة واحدة إلى تمام الاثنى عشر وهو محمد المهدى وزعموا أنه دخل سردابا وهم في انتظاره إلى الآن والى الإسماعيلية نقلوا الخلافة من جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل ثم ساقوها في عقبه فمنهم من انتهى بها إلى عبيد الله هذا المهدى وهم العبيديون ومنهم من ساقها إلى يحيى بن عبيد الله بن محمد المكتوم وهؤلاء طائفة من القرامطة وهي من كذباتهم ولا يعرف لمحمد بن إسماعيل ولد اسمه عبيد الله وكان شيعة هؤلاء العبيديين بالمشرق واليمن وإفريقية وسار بها إلى إفريقية رجلان يعرف أحدهما بالحلواني والآخر بالسفياني أنفذهما لشيعة إلى هنالك وقالوا لهما ان العرب أرض بور فاذهبا واحرثاها حتى يحيا صاحب البذر وسارا لذلك ونزلا أرض كتامة أحدهما ببلد يسمى سوق حمار وفشت هذه الدعوة منهما في أهل تلك النواحي من البربر وخصوصا في كتامة وكانوا يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى على بالخلافة بالنصوص الجلية وعدل عنها الصحابة إلى غيره فوجب البراءة ممن عدل عنها ثم أوصى على إلى ابنه الحسن ثم الحسن إلى أخيه الحسين ثم الحسين إلى ابنه على زين العابدين ثم زين العابدين إلى ابنه محمد الباقر ثم محمد الباقر إلى ابنه جعفر الصادق ثم جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل الامام إلى ابنه محمد ويسمونه المكتوم لأنهم كانوا يكتمون اسمه حذرا عليه ثم أوصى محمد المكتوم إلى ابنه جعفر المصدق وجعفر المصدق إلى ابنه محمد الحبيب ومحمد الحبيب إلى ابنه عبيد الله المهدى الذي دعا له أبو عبد الله الشيعي وكانت شيعهم منتشرين في الأرض من اليمن إلى الحجاز والبحرين والطرق وخراسان والكوفة والبصرة والطالقان وكان محمد الحبيب ينزل سلمية من أرض حمص وكان عادتهم في كل ناحية يدعون للرضا من آل محمد ويرومون إظهار الدعوة بحسب ما عليهم وكان الشيعة من النواحي يعملون مكيهم في أكبر الأوقات لزيارة قبر الحسين ثم يعرجون على سلمية لزيارة الأئمة من ولد إسماعيل وكان باليمن من شيعتهم ثم بعده لائمة قوم يعرفون ببني موسى ورجل آخر يعرف بمحمد بن الفضل أصله من جند وجاء محمد إلى زيارة الإمام محمد الحبيب فبعث معه أصحابه رستم بن الحسين بن حوشب بن داود النجار وهو كوفي الأصل وأمره بإقامة الدعوة وأن المهدى خارج في هذا الوقت فسار إلى اليمن ونزل
(٣٦١)