وتحركوا فقالوا لابي القاسم بلغنا ما عليه موسى وبابكيال وأصحابهما ونحن شيعة للخليفة فيما يريده وشكوا مع ذلك تأخر أرزاقهم وما صاروا من الاقطاع والزيادات إلى قوادهم وما أخذه النساء والدخلاء حتى أصحب ذلك كله بالخراج والضياع وكتبوا بذلك إلى المهتدى فأجابهم بالثناء على التشيع له والطاعة والوعد الجميل في الرزق والنظر الجميل في شأن الاقطاعات للقواد والنساء فأفاضوا في الدعاء وأجمعوا على منع الخليفة من الحجر والاستبداد عليه وأن ترجع الرسوم إلى عادتها أيام المستعين على كل عشرة عريف وعلى كل خمسين خليفة وعلى كل مائة قائد وأن تسقط النساء والزيادة في الاقطاع ويوضع العطاء في كل شهرين وكتبوا بذلك إلى المهتدى وانهم صائرون إلى بابه ليقضى حوائجهم وان أحد اعترض عليه أخذوا رأسه وان تعرض له أحد قتلوا موسى بن بغا وبابكيال ومأجور فجاء أبو القاسم بالكتاب وقد قعد المهتدى للمظالم وعنده الفقهاء والقضاة والقواد قائمون في مراتبهم فقرأ كتابهم على القواد فاضطربوا وكتب جوابهم بما سألوا وطلب أبو القاسم من القواد أن يبعثوا معه رسولا بالعذر عنهم ففعلوا ومضى أبو القاسم إليهم بكتاب الكتاب وبرسل القواد وأعذارهم فكتبوا إلى المهتدى يطلبون التوقيعات بحط الزيادات ورد الاقطاعات واخراج الموالى البرانيين من الخاصة ورد الرسوم إلى عاداتها أيام المستعين ومحاسبة موسى ابن بغا وصالح بن وصيف على ما عندهم من الأموال ووضع العطاء على كل شهرين وصرف النظر في الجيش إلى بعض اخوته أو قرابته واخراجه من الموالى وكتبوا بذلك إلى المهتدى والقواد فأجابهم إلى جميع ما سألوه وكتب إليهم موسى بن بغا بالإجابة في شأن صالح والاذن في ظهوره فقرؤا الكتابين ووعدوا بالجواب فركب إليهم أبو القاسم واتبعه موسى في ألف وخمسمائة فوقف في طريقهم وجاءهم أبو القاسم فاضطربوا في الجواب ولم يتفقوا فرجع ورد موسى بن بغا فأمرهم المهتدى بالرجوع وأن يتقدم إليهم محمد بن بغا مع أبي القاسم ويدفعوا إليهم كتاب الأمان لصالح بن وصيف وقد كان من طلبتهم أن يكون موسى في مرتبة أبيه وصالح كذلك والجيش في يده وأن يظهر على الأمان فأجيبوا إلى ذلك وافترق الناس إلى الكرخ والدور وسامرا فلما كان من الغد ركب بنو وصيف في جماعة ولبسوا السلاح فنهبوا دواب العامة وعسكروا بسامرا وتعلقوا بأبي القاسم يطلبون صالحا فأنكر المهتدى أن يكون علم بمكانه وقال إن كان عندهم فليظهروه ثم ركب ابن بغا في القواد ومعه أربعة آلاف فارس وعسكر وافترق الأتراك ولم يظهر للكرخيين ولا لأهل الدور وسامرا في هذا اليوم حركة وجد موسى في طلب صالح ونادى عليه وعثر عليه بعض الغوغاء فجاء به إلى الجوسق
(٢٩٩)