ابن بغا أن المهتدى قال للأتراك ان الأموال عند محمد وموسى ابني بغا فهرب إلى أخيه بالسند وهو في مقاتله موسى الشاربي فأمنه المهتدى ورجع ومعه أخوه حنون وكيفلغ فكتب له المهتدى بالأمان ورجع إلى أصحابه وحبسه وصادره على خمسة عشر ألف دينار ثم قتله وبعث بابكيال بكتابه إلى موسى بن بغا بأن يتسلم العسكر وأوصاه بمحاربة الشاربي وقتل موسى بن بغا ومفلح فقرأ الكتاب على موسى وتواطؤوا على أن يرجع بابكيال فيتدبر على قتل المهتدى فرجع ومعه يارجوج وأساتكين وسيما الطويل ودخلوا دار الخلافة منتصف رجب فحبس بابكيال من بينهم واجتمع أصحابه ومعهم الأتراك وشغبوا وكان عند المهتدى صالح بن علي بن يعقوب بن المنصور فأشار بقتله ومناجزتهم فركب في المغاربة والأتراك والفراعنة على التعبية ومشى والبلخي في الميمنة ويارجوج في الميسرة ووقف هو في القلب ومعه أساتكين وغيره من القواد وبعث برأس بابكيال إليهم مع عتاب بن عتاب ولحق الأتراك من صفة بإخوانهم الأتراك وانقض الباقون على المهتدى وولى منهزما ينادى بالناس ولا يجيبه أحد وسار إلى السجن فأطلق المحبوسين ودخل دار أحمد بن جميل صاحب الشرطة وافتتحوا عليه وحملوه على بغل إلى الجوسق وحبس عند أحمد بن خاقان وأرادوه على الخلع فأبى واستمات فأخرجوا رقعة بخطه لموسى بن بغا وبابكيال وجماعة القواد انه لا يغدر بهم ولا يقاتلهم ولا يهم بذلك ومتى فعل شيئا من ذلك فقد جعل أمر الخلافة بأيديهم يولون من شاؤا فاستحلوا بذلك أمره وقتلوا وقيل في سبب خلعه غير هذا وهو أن أهل الكرخ والدور من الأتراك طلبوا لدخول على المهتدى ليكلموه فأذن لهم وخرج محمد بن بغا إلى المحمدية ودخلوا في أربعة آلاف فطلبوا أن يعزل عنهم قواده ويصادرهم وكتابهم على الأهواز ويصير الامر إلى إخوانه فوعدهم بالإجابة وأصبحوا من الغد يطلبون الوفاء بما وعدهم به فاعتذر لهم بالعجز عن ذلك الا بسياسة ورفق فأبوا لا المعاجلة فاستخلفهم على القيام معه في ذلك بايمان البيعة فحلفوا ثم كتبوا إلى محمد بن بغا عن المهتدى وعنهم يعذلونه في غيبته عن مجلسهم مع المهتدى وانهم انما جاؤوا بشكوى حالهم ووجدوا الدار خالية فأقاموا ورجع محمد بن بغا فحبسوه في الأموال وكتبوا إلى موسى بن بغا ومفلح بالقدوم وتسليم العسكر إلى من ذكروه لهم وبعثوا من بقيدهما إن لم يأتمرا ذلك ولما قرئت الكتب على موسى وأصحابه امتنعوا لذلك وساروا نحو سامرا وخرج المهتدى لقتالهم على التعبية وترددت الرسل بينهم بطلب موسى أن يولى على ناحية ينصرف إليها ويطلب أصحاب المهتدى أن يحضر عندهم فيناظرهم على الأموال إلى أن انفض عنهم أصحابه وسار هو ومفلح على طريق خراسان
(٣٠٤)