ألف دينار وفوض للعيارين الرزق وعرف عليهم وأنفذ كتب المستعين إلى العمال بالنواحي تحمل الخراج إلى بغداد وكتب المستعين إلى الأتراك يأمرهم بالرجوع عما فعلوا وكتب المعتز إلى محمد يدعوه إلى بيعته وطالت المراجعات في ذلك وكان موسى بن بغا قد خرج لقتال أهل حمص فاختلفت إليه وهو بالشأم كتب المستعين والمعتز يدعوه كل واحد منهما إلى نفسه فاختار المعتز ورجع إليه وهرب إليه عبد الله بن بغا الصغير من بغداد بعد أن هرب عنه فقتله وهرب الحسن بن الأفشين إلى بغداد فخلع عليه المستعين وضم إليه الاشروسية ثم عقد المعتز لأخيه إلى أحمد الواثق عن حرب بغداد وضم إليه الجنود باكليال من قوادهم فسار في خمسين ألفا من الأتراك والفراغنة والمغاربة وانتهبوا ما بين عكبرا وبغداد من القرى والضياع وخربوها وهرب إليهم جماعة من أصحاب بغا الصغير ووصلوا إلى باب الشماسية وولى المستعين على باب الشماسية الحسين ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن مصعب وجعل القواد هنالك تحت يده ووافقت طلائع الأتراك؟؟ بالقرب منه وأمده ابن طاهر بالشاه بن ميكال وبيدار الطبري ثم ركب محمد بن عبد الله بن طاهر من الغد ومعه بغا ووصيف والفقهاء والقضاة وذلك عاشر صفر وبعث إليهم يدعوهم إلى مراجعة الطاعة على المعتز ولى عهده فلم يجيبوا فانصرفوا وبعث إليه القواد من الغد بأنهم زحفوا إلى باب الشماسية فنهاهم عن مناداتهم بالقتال وقدم ذلك اليوم عبد الله بن سليمان خليفة بغا من مكة في ثلثمائة رجل ثم جاء الأتراك من الغد فاقتتلوا مع القواد وانهزم القواد وبلغ ابن طاهر أن جماعة من الأتراك ساروا نحو النهروان فبعث قائدا من أصحابه إليهم فرجع منهزما واستولى الأتراك على طريق خراسان وقطعوها عن بغداد ثم بعث المعتز عسكرا آخر نحو أربعة آلاف فنزلوا في الجانب الغربي وبعث ابن طاهر إليهم الشاه ابن ميكال فهزمهم وأثخن فيهم ورجع إلى بغداد فخلع عليه وعلى سائر القواد أربع خلع وطوقا وسوارا من ذهب لكل واحد ثم أمر ابن طاهر بهدم الدور والحوانيت إلى باب الشماسية ليتسع المجال للحرب وقدمت عليه أموال فارس والأهواز مع مكحول الاشروسي وخرج الأتراك لاعتراضه وبعث ابن طاهر لحفظه فقدموا به بغداد ولم يظفر به الأتراك ومضوا نحو النهروان فأحرقوا سفن الجسر وكان المستعين قد بعث محمد بن خالد بن يزيد بن مزيد واليا على الثغور الجزرية وأقام ينتظر الجند والمال فلما بلغه خبر هذه الفتنة جاء على طريق الرقة إلى بغداد فخلع عليه ابن طاهر وبعثه في جيش كثيف لمحاربتهم وصار إلى ضبيعة بالسواد فأقام بها فقال ابن طاهر لن يفلح أحد من العرب إلا أن يكون معه نبي ينصره الله به ثم ذهب الأتراك وقاتلوا
(٢٨٨)