المتطوعة حتى قيل له صالح المطوعي وصحبه جماعة منهم درهم بن الحسن ويعقوب بن الليث هذا وغلبوا على سجستان ثم أخرجهم عنها طاهر بن عبد الله أمير خراسان وهلك صالح اثر ذلك وقام بأمر المتطوعة درهم بن الحسن فكثر اتباعه وكان يعقوب بن الليث شهما وكان درهم مضعفا واحتال صاحب خراسان حتى ظفر به وحبس ببغداد فاجتمعت المتطوعة على يعقوب بن الليث وقام بقتال السراة وأتيح له الظفر عليهم وأثخن فيهم وخرب قراهم وكانت له شرية في أصحابه لم تكن لاحد قبله فحسنت طاعتهم له وعظم أمره وملك سجستان مظهر إطاعة الخليفة وكاتبه وقلده حرب السراة فأحسن الغناء فيه وتجاوزه إلى سائر أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ثم سار من سجستان إلى نواحي خراسان وعليها يومئذ محمد بن عبد الله بن طاهر وعلى هراة من قبله محمد بن أوس الأنباري فجمع لمحاربة يعقوب وسار إليهم في التعبية فاقتتلوا وانهزم ابن أوس وملك يعقوب هراة وبوشنج وعظم أمره وهابه صاحب خراسان وغيرها من الأطراف وكان المعتز قد كتب بولاية سجستان فكتب له الآن بولاية كرمان وكان على فارس علي بن الحسين بن؟؟ وأبطأ عامل الخراج واعتذر فكتب له المعتز بولاية كرمان يريد أعداء كل منهما بصاحبه لان طاعتهما مهوضة فأرسل علي بن الحسين بفارس طوق بن الغلس خليفة على كرمان وسار يعقوب الصفار من سجستان فسبقه طوق واستولى عليها وأقام يعقوب بمكانه قريبا منها يترقب خروج طوق إليه وبعد شهرين ارتحل إلى سجستان فوضع طوق أوزار الحرب وأقبل على اللهو واتصل ذلك بيعقوب في طريقه فكر راجعا وأغذ السير فصادفه بعد يومين وركب أصحابه وقد أحيط بهم ففروا ناجين بأنفسهم وملك يعقوب كرمان وحبس طوق وبلغ الخبر إلى علي بن الحسين وهو على شيراز فجمع جيشه ونزل على مضيق شيراز وأقبل عليه يعقوب حتى نزل قبالته والمضيق متوعر بين جبل ونهر ضيق المسلك بينهما فاقتحم يعقوب النهر بينهما وأجاز إلى علي بن الحسين وأصحابه فانهزموا وأخذ على أسيرا واستولى على جميع عسكره ودخل شيراز وملكها وجبى الخوارج ورجع إلى سجستان وذلك سنة خمس وخمسين ويقال بل وقع بينهما بعد عبور النهر حرب شديدة انهزم آخرها على وكان عسكره نحوا من خمسة عشر ألفا من الموالى والأكراد ورجعوا منهزمين إلى شيراز آخر يومهم وازدحموا في الأبواب وافترقوا في نواحي فارس وانتهوا إلى الأهواز وبلغ القتلى منهم خمسة آلاف ولما دخل يعقوب وملك فارس امتحن عليا وأخذ منه ألف بردة ومن الفرش والسلاح والآلة ما لا يحد وكتب إلى الخليفة بطاعته وأهدى هدية جليلة يقال منها عشر بازات بيض وباز أبلق صيني ومائة نافجة من المسك وغير ذلك من الطرف ورجع إلى سجستان ثم
(٢٩٤)