خمس وخمسين ومائتين أيام المهتدى ولما ملك البصرة لقى عليا هذا حيا معروف النسب فرجع عن ذلك وانتسب إلى يحيى قتيل الجوزجان أخي عيسى المذكور ونسبه المسعودي إلى طاهر بن الحسين وأظنه الحسين بن طاهر بن يحيى المحدث بن الحسين بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي لان ابن حزم قال في الحسين السبط انه لا عقب له الا من علي بن الحسين وقال فيه علي بن محمد بن جعفر بن الحسين بن طاهر وقال الطبري وابن حزم وغيرهم من المحققين انه من عبد القيس واسمه علي بن عبد الرحيم من قرية من قرى الري ورأى كثرة خروج الزيدية فحدثته نفسه بالتوثب فانتحل هذا النسب ويشهد لذلك أنه كان على رأى الأزارقة من الخوارج ولا يكون ذلك من أهل البيت وسياقة خبره انه كان اتصل بجماعة من حاشية المنتصر ومدحهم ثم شخص من سامرا إلى البحرين سنة تسع وأربعين ادعى أنه من ولد العباس بن أبي طالب ثم من ولد الحسن بن عبد الله بن العباس ودعا الناس إلى طاعته فاتبعه كثير من أهل حجر وغيرها وقاتلوا أصحاب السلطان بسببه وعظمت فتنته فتحول عنهم إلى الاخشاء ونزل على بنى الشماس من سعد بن تميم وصحبه جماعة من البحرين منهم يحيى ابن محمد الأزرق وسليمان بن جامع فكانا قائدين له وقاتل أهل البحرين فانهزم وافترقت العرب عنه واتبعه علي بن أبان وسار إلى البصرة ونزل في بنى ضبيعة وعاملها يومئذ محمد بن رجاء والفتنة فيها بين البلالية والسعدية وطلبه ابن رجاء فهرب وحبس ابنه وزوجته وجماعة من أصحابه فسار إلى بغداد وأقام بها حولا وانتسب إلى محمد ابن أبي أحمد بن عيسى كما قلناه واستمال بها جماعة منهم جعفر بن محمد الصوحاني من ولد زيد بن صوحان ومسروق ورفيق غلامان ليحيى بن عبد الرحمن وسمى مسروقا حمزة وكناه أبا أحمد وسمى رفيقا جعفرا وكناه أبا الفضل ثم وثب رؤساء البلالية والسعدية بالبصرة وأخرجوا العامل محمد بن رجاء فبلغه ذلك وهو ببغداد وان أهله خلعوه فرجع إلى البصرة في رمضان سنة خمس وخمسين ويحيى بن محمد وسليمان بن جامع ومسروق ورفيق فنزل بقصر القرش ودعا الغلمان من الزنوج ووعدهم بالعتق فاجتمع له منهم خلق وخطبهم ووعدهم بالملك ورغبهم في الاحسان وحلف لهم وكتب لهم في خرقة ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم الآية واتخذها راية وجاءه موالي الزنوج في عبيدهم فأمر كل عبد أن يضرب مولاه وحبسهم ثم أطلقهم ولم يزل هذا رأيه والزنوج في متابعته والدخول في أمره وهو يخطبهم في كل وقت ويرغبهم ثم عبر دجيلا إلى نهر ميمون فاخرج عند الحميري وملكه وسار إلى الأيلة وبها ابن أبي عون فخرج إليه في أربعة آلاف فهزمهم ونال منهم ثم سار إلى القادسية فنهبها وكثر
(٣٠٢)