مع بغا وكتب لهما المعتز جميعا بالرضا ثم رغب الأتراك في احضارهما بسامرا فكتب بذلك ودس إلى ابن طاهر بمنعهما فخرجا فيمن معهما ولم يقدر ابن طاهر على منعهما وحضرا بسامرا فعقد إليهما المعتز على أعمالهما ورد البريد إلى موسى بن بغا الكبير ثم كانت فتنة بين جند بغداد وابن طاهر في شهر رمضان جاؤوا إليه يطلبون أرزاقهم قال كتبت إلى أمير المؤمنين في ذلك فكتب إلى أن كنت تريد الجند لنفسك فأعطهم وان كان لنا فلا حاجة لنا فيهم فشغبوا ففرق فيهم ألفى دينار فسكنوا ثم اجتمعوا ثانية ومعهم الاعلام والطبول وضربوا الخيام بباب الشماسية وبنوا البيوت من الأعواد والقصب وجمع محمد بن إبراهيم أصحابه وشحن داره بالرجال وأرادوا يوم الجمعة أن يمنعوا الخطيب من الدعاء للمعتز فقعد واعتذر بالمرض فخرجوا إلى الجسر ليقطعوه فقاتلهم أصحاب ابن طاهر ودفعوهم عنه ثم دفعوا أصحاب ابن طاهر بإعانة أهل الجانب الشرقي وجاء العامة فجلس الشرطة فأمر ابن طاهر باحراق الحوانيت إلى باب الجسر ومات أصحاب تعبية الحرب وجاء من دله على عورة الجند فسرح الشاه ابن ميكال وعرض القواد فسار إلى ناحيتهم وافترقوا وقتل بينهم ابن الخليل وحمل رئيسهم الآخر ابن القاسم عبد ون بن الموفق إلى ابن طاهر ومات في خلال ذلك وأخرج المعتز أخاه المؤيد من ولاية العهد وذلك أن العلاء بن أحمد عامل أرمينية بعث إلى المؤيد بخمسة آلاف دينار فأخذها عيسى بن فرخانشاه فأغرى المؤيد بعيسى الأتراك والمغاربة فبعث المعتز إلى المؤيد وأبى أحمد فحبسهما وقتل المؤيد فأخذ حظه مبلغ نفسه ثم نمى إليه أن الأتراك يرومون اخراجه من الحبس فسأل عن ذلك موسى بن بغا فأنكر علم ذلك وأخرج المؤيد من الغد ميتا ودفنته أمه فيقال غطى على أنفه فمات وقيل اقعد في الثلج ووضع على رأسه ثم نقل أخوه ابن أحمد إلى مجلسه ثم اعتزم المعتز على قتل المستعين فكتب إلى محمد بن عبد الله بن طاهر أن يسلمه إلى سيما الخادم وكتب محمد في ذلك إلى الموكلين به بواسط يقال بل أرسل بذلك أحمد بن طولون فسار به في القاطون وسلمه إلى سعيد بن صالح فضربه سعيد حتى مات وقيل ألقاه في دجلة بحجر في رجله وكانت معه دابته فقتلت معه وحمل رأسه إلى المعتز فأمر بدفنه وأمر لسعيد بخمسين ألف درهم وولاه معونة البصرة ثم وقعت فتنة بين الأتراك والمغاربة مستهل رجب بسبب ان الأتراك وثبوا بعيسى بن فرخانشاه فضربوه وأخذوا دابته لما أمرهم المؤيد فامتعضت المغاربة له ونكروا على الأتراك وغلبوهم على الجوسق وأخذوا دوابهم وركبوها وملكوا بيت المال واستجاش الأتراك بمن كان منهم في الكرخ والدور وانضم الغوغاء والشاكرية إلى المغاربة فضعفت الأتراك عن لقائهم وسعى بينهم جعفر بن عبد الواحد في الصلح فتوادعوا أياما
(٢٩١)