فيها الأولياء والقرابة والمصطنعون وصار تحت حجرهم من حين قتل المتوكل وحدثت الفتن ببغداد وصار العلوية إلى النواحي مظهرين لدعوتهم فدعا أبو عبد الله الشيعي سنة ست وثمانين ومائتين بإفريقية في طامة لعبيد الله المهدى بن محمد بن جعفر بن محمد ابن إسماعيل بن جعفر الصادق وبايع له وانتزع إفريقية من يد بني الأغلب استولى عليها وعلى المغرب الأقصى ومصر والشأم واقتطعوا سائر هذه الاعمال عن بنى العباس واستحدثوا له دولة أقامت مائتين وسبعين سنة كما يذكر في أخبارهم ثم ظهر بطبرستان من العلوية الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط ويعرف بالداعي خرج سنة خمسين ومائتين أيام المستعين ولحق بالديلم فأسلموا على يديه وملك طبرستان ونواحيها وصار هنالك دولة أخذها من يد أخيه سنة احدى وثلثمائة الأطروش من بنى الحسين ثم من بنى على عمر داعى الطالقان أيام المعتصم وقد مر خبره واسم هذا الأطروش الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن عمر وكانت لهم دولة وانقرضت أيام الحسين والثلثمائة واستولى عليها الديلم وصارت لهم دولة أخرى وظهر باليمن الرئيس وهو ابن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن المثنى فأظهر هنالك دعوة الزيدية وملك صعدة وصنعاء وبلاد اليمن وكانت لهم هنالك دولة ولم تزل حتى الآن وأول من ظهر منهم يحيى بن الحسين بن القاسم سنة تسعين ومائتين ثم ظهر أيام الفتنة من دعاة العلوية صاحب الزنج ادعى انه أحمد بن عيسى بن زيد الشهيد وذلك سنة خمس وخمسين ومائتين أيام المهتدى وطعن الناس في نسبه فادعى أنه من ولد يحيى بن زيد قتيل الجوزجان وقيل إنه انتسب إلى طاهر بن الحسين بن علي والذي ثبت عند المحققين أنه علي بن عبد الرحيم بن عبد القيس فكانت له ولبنيه دولة بنواحي البصرة أيام الفتنة قام بها الزنج إلى أن انقرضت على يد المعتضد أيام السبعين ومائتين ثم ظهر القرظ بنواحي البحرين وعمان فسار إليها من الكوفة سنة تسع وسبعين أيام المعتضد وانتسب إلى بنى إسماعيل الامام بن جعفر الصادق دعوى كاذبة وكان من أصحابه الحسن الجمالي وزكرونة القاشاني فقاموا من بعده بالدعوة ودعوا لعبد الله المهدى وغلبوا على البصرة والكوفة ثم انقطعوا عنها إلى البحرين وعمان وكانت لهم هنالك دولة انقرضت آخر المائة الرابعة وتغلب عليهم العرب من بنى سليم وبنى عقيل وفى خلال ذلك استبد بنو سامان بما وراء النهر آخر الستين ومائتين وأقاموا على الدعوة الا أنهم لا ينفذون أوامر الخلفاء وأقامت دولتهم إلى آخر المائة الرابعة ثم اتصلت دولة أخرى في مواليهم بغزنة إلى منتصف المائة السادسة وكانت للأغالبة بالقيروان وإفريقية دولة أخرى بمصر والشأم بالاستبداد من لدن الخمسين والمائتين
(٢٨١)