الفضل بن سهل العين له عند الفضل بن الربيع فأشار به عليهم لما في نفوس أهل خراسان من النفرة عن ابن ماهان فجدوا في حربه ويقال حرض أهل خراسان على الكتب إلى ابن ماهان ومخادعته ان جاء فأمره الأمين بالمسير وأقطعه نهاوند وهمذان وقم وأصبهان وسائر كور الجبل حربا وخراجا وحكمه في الخزائن وأعطاه الأموال وجهز معه خمسين ألف فارس وكتب إلى أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس العجلي وهلال ابن عبد الله الحضرمي في الانضمام وركب إلى باب زبيدة ليودعها فأوصته بالمأمون بغاية ما يكون أن يوصى به وانه بمنزلة ابنها في الشفقة والموصلة وناولته قيدا من فضة وقالت له ان سار إليك فقيده به مع المبالغة في البر والأدب معه ثم سار علي بن عيسى من بغداد في شعبان وركب الأمين يشيعه في القواد والجنود ولم ير عسكر مثل عسكره ولقى السفر بالسابلة فأخبروه ان طاهرا بالري يعرض أصحابه وهو مستعد للقتال وكتب إلى ملوك الديلم وطبرستان يعدهم ويمنيهم وأهدى لهم والا سورة على أن يقطعوا الطرق عن خراسان فأجابوا ونزل أول بلاد الري فأشار عليه أصحابه باذكاء العيون والطلائع والتحصن بالخندق فقال مثل طاهر لا يستعد له وهو اما أن يتحصن بالري فتثبت إليه أهلها واما أن يفر إذا قربت منه خيلنا ولما كان من الري على عشرة فراسخ استشار أصحاب طاهر في لقائه فمالوا إلى التحصن بالري فقال أخاف أن يثبت بنا أهلها وخرج فعسكر على خمسة فراسخ منها في أقل من أربعة آلاف فارس وأشار عليه أحمد بن هشام كبير جند خراسان أن ينادى بخلع الأمين وبيعة المأمون لئلا يخادعه علي بن عيسى بطاعة الأمين وانه عامله ففعل وقال على لأصحابه بادروهم فإنهم قليل ولا يصبرون على حد السيوف وطعن الرماح وأحكم تعبية جنده وقدم بين يديه عشر رايات مع كل راية ألف رجل وبين كل رايتين غلوة سهم ليقاتلوا نوبا وعبى طاهر أصحابه كراديس وحرضهم وأوصاهم وهرب من أصحاب طاهر جماعة فجلدهم على وأهانهم فأقصر الباقون وجدوا في قتاله وأشار أحمد بن هشام على طاهر بأن يرفع كتاب البيعة على رمح ويذكر علي بن عيسى بها نكثه ثم اشتد القتال وحملت ميمنة على فانهزمت ميسرة طاهر وكذلك ميسرته على ميمنة طاهر فأزالوها واعتمد طاهر القلب فهزموهم ورجعت المجنبتان منهزمة وانتهت الهزيمة إلى على وهو ينادى بأصحابه فرماه رجل من أصحاب طاهر بسهم فقتله وجاء برأسه إلى طاهر وحمل شلوه على خشبة وألقى في بئر بأمر طاهر واعتق طاهر جميع غلمانه شكر الله وتمت الهزيمة واتبعهم أصحاب طاهر فرسخين واقفوهم فيها اثنتي عشرة مرة يقتلونهم في كلها ويأسرونهم حتى جن الليل بينهم ورجع طاهر إلى الري وكتب إلى الفضل كتابي إلى أمير
(٢٣٣)