وثمانين إبراهيم بن جبريل ودخل من درب الصفصاف فخرج إليه يقفور ملك الروم وانهزم وقتل من عسكره نحوا من أربعين ألفا وفى هذه السنة رابط القاسم بن الرشيد ابق وفى سنة تسع وثمانين كتب الرشيد وهو بالري كتب الأمان لشروين أبى قارن وندا هرمز جد مازيار مرزبان خستان صاحب الديلم وبعث بالكتب مع حسين الخادم إلى طبرستان فقدم خستان ووندا هرمز فأكرمهما الرشيد وأحسن إليهما وضمن وندا هرمز وشروين صاحبي طبرستان وذكرا كيف توجه الهادي لهما وحاصرهما وفى سنة ست وثمانين كان فداء بين المسلمين حتى لم يبق بأرض الروم مسلم الا فودى وفى سنة تسعين سار الرشيد إلى بلاد الروم بسبب ما قدمناه من غدر يقفور في مائة وخمسة وثلاثين ألفا من المرتزقة سوى الاتباع والمتطوعة ومن ليس له ذكر في الديوان واستخلف المأمون بالرقة وفوض إليه الأمور وكتب إلى الآفاق بذلك فنزل على هرقل فحاصرها ثلاثين يوما وافتتحها وسبى أهلها وغنم ما فيها وبعث داود بن عيسى بن موسى في سبعين أنفا غازيا في أرضهم ففتح الله عليه وخرب ونهب ما شاء وفتح شراحيل بن معن ابن زائدة حصن الصقالبة وديسة وافتتح يزيد بن مخلد حصن الصفصاف وقونية وأناخ عبد الله بن مالك على حصن ذي الكلاع واستعمل الرشيد حميد بن معيوب على الأساطيل ممن بسواحل الشأم ومصر إلى قبرس فهزم وخرق وسبى من أهلها نحوا من سبعة عشر ألفا وجاء بهم إلى الواقعة فبايعوا بها وبلغ فداء أسقف قبرس ألفى دينار ثم سار الرشيد إلى حلوانة فنزل بها وحاصرها ثم رحل عنها وخلف عليها عقبة بن جعفر وبعث يقفور بالخراج والجزية عن رأسه أربعة دنانير وعن ابنه دينارين وعن بطارقته كذلك وبعث يقفور في جارية من بنى هرقلة وكان خطبها ابنه فبعث بها إليه ونقض في هذه السنة قبرس فغزاهم معيوب بن يحيى فأثخن فيهم وسباهم ولما رجع الرشيد من غزاته خرجت الروم إلى عين زربة والكنيسة السوداء وأغاروا ورجعوا فاستنقذ أهل المصيصة ما حملوه من الغنائم؟؟ وفيها غزا يزيد بن مخلد الهبيري أرض الروم في عشرة آلاف فأخذت الروم عليه المضايق فانهزم وقتل في خمسين من أصحابه على مرحلتين من طرسوس واستعمل الرشيد على الصائفة هرثمة بن أعين قبل أن يوليه خراسان وضم إليه ثلاثين ألفا من أهل خراسان وأخرجه إلى الصائفة وسار بالعساكر الاسلامية في اثره ورتب بدرب الحرث عبد الله بن مالك و بمرعش سعيد ابن مسلم بن قتيبة وأغارت الروم عليه أصابوا من المسلمين وانصرفوا ولم يتحرك من مكانه وبعث الرشيد محمد بن زيد بن مزيد إلى طرسوس وأقام هو بدرب الحرث وأمر قواده بهدم الكنائس في جميع الثغور وأخذ أهل الذمة بمخالفة زي المسلمين في ملبوسهم
(٢٢٦)