قبله أبذل منه للمال وكان إذا لم يغز غزا بالصائفة كبار أهل بيته وقواده فغزا بالصائفة سنة سبعين سليمان بن عبد الله البكائي وقيل غزا بنفسه وغزا بالصائفة اثنتين وسبعين إسحاق بن سليمان بن علي فأثخن في بلاد الروم وغنم وسبى وغزا في سنة أربع وسبعين بالصائفة عبد الملك بن صالح وقيل أبوه عبد الملك فبلغ في نكاية الروم ما شاء وأصابهم برد شديد سقطت منه أيدي الجند ثم غزا بالصائفة سنة سبع وسبعين عبد الرزاق بن عبد الحميد الثعلبي وفى سنة ثمان وسبعين زفر بن عاصم وغزا سنة احدى وثمانين بنفسه فافتتح حصن الصفصاف وأغزى عبد الملك بن صالح فبلغ أنقرة وافتتح مطمورة وكان الفداء بين المسلمين والروم وهو أول فداء في دولة بنى العباس وتولاه القاسم بن الرشيد وأخرج له من طرسوس الخادم الوالي عليها وهو أبو سليمان فرج فنزل المدامس على اثنى عشر فرسخا وحضر العلماء والأعيان وخلق من أهل الثغور وثلاثون ألفا من الجند المرتزقة فحضروا هنالك وجاء الروم بالأسرى ففودي بهم من كان لهم من الأسرى وكان أسرى المسلمين ثلاثة آلاف وسبعمائة وغزا بالصائفة سنة ثنتين وثمانين عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح دقشوسوس مدينة أصحاب الكهف وبلغهم أن الروم سلوا ملكهم قسطنطين بن اليون وملكوا أمه ربى وتلقب عطشة فأثخنوا في البلاد ورجعوا وفى سنة ثلاث وثمانين حملت ابنة خاقان ملك الخزر إلى الفضل ابن يحيى فماتت ببردعة ورجع من كان معها فأخبروا أباها انها قتلت غيلة فتجهز إلى بلاد الاسلام وخرج من باب الأبواب وسبى أكثر من مائة ألف فارس وفعلوا ما لم يسمع بمثله فولى الرشيد يزيد بن مزيد أمر أرمينية مضافة إلى أذربيجان وأمره بالنهوض إليهم وأنزل خزيمة بن خازم بنصيبين ردأ لهم وقيل إن سبب خروجهم ان سعيد بن مسلم قتل الهجيم السلمي فدخل ابنه إلى الخزر مستجيشا بهم على سعيد ودخلوا أرمينية وهرب سعيد والخزر ورجعوا وفى سنة سبع وثمانين غزا بالصائفة القاسم بن الرشيد وجعله قربانا لله وولاه العواصم فأناخ على قرة وضيق عليها وبعث عليها ابن جعفر بن الأشعث فحاصر حصن سنان حتى جهد أهله وفادى الروم بثلثمائة وعشرين أسيرا من المسلمين على أن يرحل عنهم فأجابهم وتم بينهم الصلح ورحل عنهم وكان ملك الروم يومئذ ابن زيني وقد تقدم ذكره فخلعه الروم وملكوا يقفور وكان على ديوان خراجهم ومات زيني بعد خمسة أشهر ولما ملك يقفور كتب إلى الرشيد بما استفزه فسار إلى بلاد الروم غازيا ونزل هرقل وأثخن في بلادهم حتى سأل يقفور الصلح ثم نقض العهد وكان البرد شديد الكلب وظن يقفور ان ذلك يمنعه من الرجوع فلم يمنعه ورجع حتى أثخن في بلاده ثم خرج من أرضهم وغزا بالصائفة سنة ثمان
(٢٢٥)