سليمان والمسيب بن محمد ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وغيرهم يستدعونه وأنهم لم يبايعوا للنعمان ولا يجتمعون معه في جمعة ولا عند ولو جئتنا أخرجناه وبعثوا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال ثم كتبوا إليه ثانيا بعد ليلتين نحو مائة وخمسين صحيفة ثم ثالثا يستحقونه للحاق بهم كتب له بذلك شيث بن ربعي وحجاز ابن أبجر ويزيد بن الحرث ويزيد بن رويم وعروة بن قيس وعمر بن الحجاج الزيدي ومحمد ابن عمير التميمي فأجابهم الحسين فهمت ما قصصتم وقد بعثت إليكم م ابن عمى وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل يكتب إلى بأمركم ورأيكم فان اجتمع ملؤكم على مثل ما قدمت به رسلكم أقدم عليكم قريبا ولعمري ما الامام الا العامل بالكتاب القائم بالقسط الدين بدين الحق وسار مسلم فدخل المدينة وصلى في المسجد وودع أهله واستأجر دليلين من قيس فضلا الطريق وعطش القوم فمات الدليلان بعد أن أشارا إليهم بموضع الماء فانتهوا إليه وشربوا ونجوا فتطير مسلم من ذلك وكتب إلى الحسين يستعفيه فكتب إليه خشيت أن لا يكون حملك على ذلك الا الجبن فامض لوجهك والسلام وسار مسلم فدخل الكوفة أول ذي الحجة من سنة ستين واختلف إليه الشيعة وقرأ عليهم كتاب الحسين فبكوا ووعدوه النصر وعلم مكانه النعمان بن بشير أمير الكوفة وكان حليما يجنح إلى المسالمة فخطب وحذر الناس الفتنة وقال لا أقاتل من لا يقاتلني ولا آخذ بالظنة والتهمة ولكن ان نكئتم بيعتكم وخالفتم امامكم فوالله لأضربنكم بسيفي ما دام قائمته بيدي ولو لم يكن لي ناصر فقال له بعض حلفاء بنى أمية لا يصلح ما ترى الا الغشم وهذا الذي أنت عليه مع عدوك رأى المستضعفين فقال أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب إلى من أن أكون من الأعزين في معصية الله ثم تركه فكتب عبد الله بن مسلم وعمارة بن الوليد وعمارة بن سعد بن أبي وقاص إلى يزيد بالخبر وتضعف النعمان وضعفه فابعث إلى الكوفة رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل عملك في عدوك فأشار عليه سرحون
(٢٢)