قبل أن يقاتلكم بمواليكم وشجعانكم وهم عليكم أشد فأبوا من رأيه وقالوا لا تفسد جماعتنا خرجوا وشهروا السلاح وقالوا للمختار اعتزلنا فان ابن الحنفية لم يبعثك قال نبعث إليه الرسل منى ومنكم وأخذ يعللهم بأمثال هذه المراجعات وكف أصحابه عن قتالهم ينتظر وصول إبراهيم بن الأشتر وقد بعث إليه بالرجوع فحاء فرأى القوم مجتمعين ورفاعة بن شداد البجلي يصلى بهم فلما وصل إبراهيم عبد المختار أصحابه وسرح بين يديه أحمد بن شميط البجلي وعبد الله بن كامل الشادى فانهزم أصحابهما وصبرا ومدهما المختار بالفرسان والرجال فوجا بعد فوج وسار ابن الأشتر إلى مصر وفيهم شيث ابن ربعي فقاتلوه فهزمهم فاشتد ابن كامل على اليمن ورجع رفاعة بن شداد أمامهم إلى المختار فقاتل معه حتى قتل من أهل اليمن عبد الله بن سعيد بن قيس والفرات ابن زخر بن قيس وعمر بن مختف وخرج أخوه عبد الرحمن فمات وانهزم أهل اليمن هزيمة قبيحة وأسر من الوادعيين خمسمائة أسير فقتل المختار كل من شهد قتل الحسين منهم فكانوا نصفهم وأطلق الباقين ونادى المختار الأمان الا من شهد في دماء أهل البيت وفر عمر بن الحجاج الزبيدي وكان أشد من حضر قتل الحسين فلم يوقف له على خبر وقيل أدركه أصحاب المختار فأخذوا رأسه وبعث في طلب شمر بن ذي الجوشن فقتل طالبه وانتهى إلى قرية الكلبانية فارتاح يظن انه نجا وإذا في قرية أخرى بإزائه أبو عمرة صاحب المختار بعثه مسلخة بينه وبين أهل البصرة فنمى إليه خبره فركب إليه فقتله وألقى شلوه للكلاب وانجلت الوقعة عن سبعمائة وثمانين قتيلا أكثرهم من اليمن وكان آخر سنة ست وستين وخرج أشراف الناس إلى البصرة وتتبع المختار قتلة الحسين ودل على عبيد الله بن أسد الجهني ومالك بن نسير الكندي وحمل بن مالك المحاربي بالقادسية فأحضرهم وقتلهم ثم أحضر زياد بن مالك الضبعي وعمران بن خالد العثرى وعبد الرحمن بن أبي حشكارة البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني وكانوا نهبوا من الورس الذي كان مع الحسين فقتلهم وأحضر عبد الله أو عبد الرحمن بن طلحة وعبد الله بن وهيب الهمداني ابن عم الأعشى فقتلهم وأحضر عثمان بن خالد الجهني وأبا أسماء بشر بن سميط القابسي وكانا مشتركين في قتل عبد الرحمن بن عقيل وفى سلبه فقتلهما وحرقهما بالنار وبحث عن خولي بن يزيد الأصبحي صاحب رأس الحسين فجئ برأسه وحرق بالنار ثم قتل عمر بن سعد بن أبي وقاص بعد أن كان أخذ له الأمان منه عبد الله بن ابن جعدة بن هبيرة فبعث أبا عمرة فجاءه برأسه وابنه حفص عنده فقال تعرف هذا قال نعم ولا خير في العيش بعده فقتله ويقال ان الذي بعث المختار على قتلة الحسين أن يزيد بن شراحيل الأنصاري قدم على محمد بن الحنفية فقال له ابن الحنفية
(٢٥)