ثم بعث إلى عمر ليأتيه فقال له عبد الله بن يزيد بن معاوية وهو صهره وكان عنده لا تأتيه فانى أخشى عليك منه فقال والله لو كنت نائما ما أيقظني ووعد الرسول بالرواح إليه ثم أتى بالعشي ولبس درعه تحت القباء ومضى في مائة من مواليه وقد جمع عبد الملك عنده بنى مروان وحسان بن نجد الكلبي وقبيصة بن ذؤيب الخزاعي وأذن لعمر فدخل ولم يزل أصحابه يجلسون عند كل باب حتى بلغوا قاعة الدار وما معه الا غلام واحد ونظر إلى عبد الملك والجماعة حوله فأحس بالشر وقال للغلام انطلق إلى أخي يحيى وقل له يأتيني فلم يفهم عنه وأعاد عليه فيجيبه الغلام لبيك وهو لا يفهم فقال له أعزب عنى ثم أذن عبد الملك لحسان وقبيصة فلقيا عمر ودخل فأجلسه معه على السرير وحادثه زمنا ثم أمر بنزع السيف عنه فأنكر ذلك عمر وقال اتق الله يا أمير المؤمنين فقال له عبد الملك أتطمع أن تجلس معي متقلدا سيفك فأخذ عنه السيف ثم قال له عبد الملك يا أبا أمية انك حين خلعتني حلفت بيمين ان أنا رأيتك بحيث أقدر عليك أن أجعلك في جامعة فقال بنو مروان ثم تطلقه يا أمير المؤمنين قال نعم وما عسيت أن أصنع بأبي أمية فقال بنو مروان أبر قسم أمير المؤمنين يا أبا أمية فقال عمر قد أبر الله قسمك يا أمير المؤمنين فاخرج من تحت فراشه جامعة وأمر غلاما فجمعه فيها وسأله أن لا يخرجه على رؤس الناس فقال أمكرا عند الموت ثم جذبه جذبة أصاب فمه السرير فكسر ثنيته ثم سأل الابقاء فقال عبد الملك والله لو علمت أنك تبقى ان أبقيت عليك وتصلح قريش لا بقيتك ولكن لا يجتمع رجلان مثلنا في بلد فشتمه عمر وخرج عبد الملك إلى الصلاة وأمر أخاه عبد العزيز بقتله فلما قام إليه بالسيف ذكره الرحم فامسك عنه وجلس ورجع عبد الملك من الصلاة وغلقت الأبواب فغلظ لعبد العزيز ثم تناول عمر فذبحه بيده وقيل أمر غلامه بن الزغير فقتله وفقد الناس عمر مع عبد الملك حين خرج إلى الصلاة فأقبل أخوه يحيى في أصحابه وعبيده وكانوا ألفا ومعه حميد بن الحرث وحريث وزهير بن الأبرد فهتفوا باسمه ثم كسروا باب المقصورة وضربوا الناس بالسيوف وخرج الوليد بن عبد الملك واقتتلوا ساعة ثم خرج عبد الرحمن ابن أم الحكم الثقفي بالرأس فألقاه إلى الناس وألقى إليهم عبد العزيز بن مروان بدر الأموال فانتهبوها وافترقوا ثم خرج عبد الملك إلى الناس وسأل عن الوليد فأخبر بجراحته وأتى بيحيى بن سعيد وأخيه عنبسة فحبسهما وحبس بنى عمر بن سعيد ثم أخرجهم جميعا وألحقهم بمصعب حتى حضروا عنده بعد قتل مصعب فأمنهم ووصلهم وكان بنو عمر أربعة أمية وسعد وإسماعيل ومحمد ولما حضروا عنده قال أنتم أهل بيت ترون لكم على جميع قومكم فضلا لن يجعله الله لكم والذي كان بيني وبين أبيكم لم يكن حديثا
(٣٢)