إلى الحسين وابن الزبير في المسجد في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس وقال أجيبا الأمير فقالا لا تنصرف إلا أن نأتيه ثم حدثا فيما بعث إليهما فلم يعلموا ما وقع وجمع الحسين فتيانه وأهل بيته وسار إليه فأجلسهم بالباب وقال إن دعوتكم أو سمعتم صوتي عاليا فادخلوا بأجمعكم ثم دخل فسلم ومروان عنده فشكرهما على الصلة بعد القطيعة ودعا لهما باصلاح ذات البين فأقرأه الوليد الكتاب بنعي معاوية ودعاه إلى البيعة فاسترجع وترحم وقال مثلي لا يبايع سرا ولا يكتفى بها منى فإذا ظهرت إلى الناس ودعوتهم كان أمرنا واحدا وكنت أول مجيب فقال الوليد وكان يحب المسالمة انصرف فقال مروان لا يقدر منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينك وبينهم ألزمه البيعة والا اضرب عنقه فوثب الحسين وقال أنت تقتلني أو هو كذبت والله وانصرف إلى منزله وأخذ مروان في عذل الوليد فقال يا مروان والله ما أحب أن لي ما طلعت الشمس من مال الدنيا وملكها وأنى قتلت الحسين ان قال لا أبايع وأما ابن الزبير فاختفى في داره وجمع أصحابه وألح الوليد في طلبه وبعث مواليه فشتموه وهددوه وأقاموا ببابه في طلبه فبعث ابن الزبير أخاه جعفرا يلاطف الوليد ويشكو ما أصابه من الذعر ويعده بالحضور من الغداة وأن يصرف رسله من بابه فبعث إليهم وانصرفوا وخرج ابن الزبير من ليلته مع أخيه جعفر وحدهما وأخذا طريق الفرع إلى مكة فسرح الرحالة في طلبه فلم يدركوه ورجعوا وتشاغلوا بذلك عن الحسين سائر يومه ثم أرسل إلى الحسين يدعوه فقال أصبحوا وترون وفرى وسار في الليلة الثانية ببنيه واخوته وبنى أخيه الا محمد بن الحنفية وكان قد نصحه وقال تنح عن يزيد وعن الأمصار ما استطعت وابعث دعاتك إلى الناس فان أجابوك فاحمد الله وان اجتمعوا على غيرك فلم يضر بذلك دينك ولا عقلك ولم تذهب به مروءتك ولا فضلك وأنا أخاف أن تأتي مصرا أو قوما فيختلفون عليك فتكون الأول إساءة فإذا خير الأمة نفسا وأبا أضيعها ذمارا وأذلها قال له الحسين فانى ذاهب قال انزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل دلك وان فاتت بك لحقت بالرمال وشعب الجبال ومن بلد إلى آخر حتى ننظر مصير أمر الناس وتعرف الرأي فقال يا أخي نصحت وأشفقت ولحق بمكة وبعث الوليد إلى ابن عمر ليبايع فقال أنا أبايع الناس وقيل ابن عمر وابن عباس كانا بمكة ورجعا إلى المدينة فلقيا الحسين وابن الزبير وأخبراهما بموت معاوية وبيعة يزيد فقال ابن عمر لا تفرقا جماعة المسلمين وقدم هو وابن عباس المدينة وبايعا عنه بيعة الناس ولما دخل ابن الزبير مكة وعليها عمر بن سعيد قال أنا عائد بالبيت ولم يكن يصلى ولا يقف معهم ويقف هو وأصحابه ناحية
(٢٠)