وقيل رجع ونزل هنالك سفيان بن عوف الأزدي فشتى بها وتوفى هنالك اه وغزا بالصائفة محمد بن عبد الله الثقفي ثم دخل عبد الرحمن ابن أم الحكم سنة ثلاث وخمسين إلى أرض الروم وشتى بها وافتتحت في هذه السنة رودس فتحها جنادة بن أبي أمية الأزدي ونزلها المسلمون على حذر من الروم ثم كانوا يعترضونه في البحر ويأخذون سفنه وكان معاوية يدركهم بالعطاء حتى خافهم الروم ثم نقلهم يزيد في ولايته ثم دخل سنة أربع وخمسين إلى بلاد الروم محمد بن مالك وشتى بها وغزا بالصائفة ابن يزيد السلمي وفتح المسلمون جزيرة أروى قرب القسطنطينية ومقدمهم جنادة بن أبي أمية فملكوها سبع سنين ونقلهم يزيد في ولايته وفى سنة خمس وخمسين كان شتى سفيان بن عوف بأرض الروم وقيل عمر بن محرز وقيل عبد الله بن قيس وفى سنة ست وخمسين كان شتى جنادة بن أبي أمية وقيل عبد الرحمن بن مسعود وقيل غزا في البحر يزيد ابن سمرة وفى البر عياض بن الحرث وفى سنة سبع وخمسين كان شتى عبد الله ابن قيس بأرض الروم وغزا مالك بن عبد الله الخثعمي في البر وعمر بن يزيد الجهني في البحر وفى سنة ثمان وخمسين كان شتى عمر بن مرة الجهني بأرض الروم وغزا في البحر جنادة بن أمية وفتح المسلمون في هذه السنة حصن كفخ من بلاد الروم وعليهم عمير ابن الحباب السلمي صعد سورها وقاتل عليه وحده حتى انكشف الروم وفتحه وفى سنة ستين غزا مالك بن عبد الله سوية وملك جنادة بن أبي أمية رودس وهدم مدينتها (وفاة معاوية) وتوفى معاوية سنة ستين وكان خطب الناس قبل موته وقال انى كزرع مستحصد وقد طالت امارتي عليكم حتى مللتكم ومللتموني وتمنيت فراقكم وتمنيتم فراقي ولن يأتيكم بعدي الا من أنا خير منه كما أن من كان قبلي خير منى وقد قيل من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه اللهم انى قد أحببت لقاءك فاحبب لقائي وبارك لي فلم يمض الا قليل حتى ازداد به مرضه فدعا ابنه يزيد وقال يا بنى انى قد كفيتك الرحلة والترحال ووطأت لك الأمور وأخضعت لك رقاب العرب وجمعت لك ما لم يجمعه أحد وانى لا أخاف عليك أن ينازعك هذا الامر الذي انتسب لك الا أربعة نفر من قريش الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير و عبد الرحمن بن أبي بكر فأما ابن عمر فرجل قد وقذته العبادة وإذا لم يبق غيره بايعك وأما الحسين فان أهل العراق لم يدعوه حتى يخرجوه فان خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه فان له رحما ما مثله وحقا عظيما وأما ابن أبي بكر فان رأى أصحابه صنعوا شيئا صنع مثله وليس له همة الا في النساء وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك روغان الثعلب وإذا أمكنته فرصة وثب فذاك ابن الزبير فان هو فعلها بك وقدرت عليه فقطعه
(١٨)