في جبل جهينة فذهب وأوصله إليه ثم جاءهم حقيقة خبره من كاتب المنصور وبعثوا أبا هبار إلى محمد وعلي بن حسن يحذرهما الرجل فجاء أبو هبار إلى علي بن حسن وأخبره ثم سار إلى محمد فوجد العين عنده جالسا مع أصحابه فخلا به وأخبره فقال وما الرأي قال تقتله قال لا أقارف دم مسلم قال تقيده وتحمله معك قال لا آمن عليه لكثرة الخوف والاعجال قال فتودعه عند بعض أهلك من جهينة قال هذه اذن ورجع فلم يجد الرجل ولحق بالمدينة ثم قدم على المنصور وأخبره الخبر وسمى اسم أبى هبار وكنيته وقال معه وبر فطلب أبو جعفر وبرا المري فسأله عن أمر محمد فأنكره وحلف فضربه وحبسه ثم دعا عقبة بن سالم الأزدي وبعثه منكرا بكتاب والطاف من بعض الشيعة بخراسان إلى عبد الله بن حسن ليظهر على أمره فجاءه بالكتاب فانتهره وقال لا أعرف هؤلاء القوم فلم يزل يتردد إليه حتى قبله وأنس به وسأله عقبة الجواب فقال لا أكتب لاحد ولكن أقرئهم منى سلاما وأعلمهم ان ابني خارجان لوقت كذا فرجع عقبة إلى المنصور فأنشأ الحج فلما لقيه بنو حسن رفع مجالسهم وعبد الله إلى جنبه ثم دعا بالغداء فأصابوا منه ثم قال لعبد الله بن حسن قد أعطيتني العهود والمواثيق أن لا تبغيني بسوء ولا تكيد لي سلطانا فقال وأنا على ذلك فلحظ المنصور عقبة بن سالم فوقف بين عبد الله حتى ملاء عينه منه فبادر المنصور يسأله الإقالة فلم يفعل وأمر بحبسه وكان محمد يتردد في النواحي وجاء إلى البصرة فنزل في بنى راهب وقيل في بنى مرة بن عبيد وبلغ الخبر إلى المنصور فجاء إلى البصرة وقد خرج عنها محمد فلقى المنصور عمر بن عبيد فقال له يا أبا عثمان هل بالبصرة أحد نخافه على أمرنا فقال لا فانصرف واشتد الخوف على محمد وإبراهيم وسار إلى عدن ثم إلى السند ثم إلى الكوفة ثم إلى المدينة وكان المنصور حج سنة أربعين وحج محمد وإبراهيم وعزما على اغتيال المنصور وأبى محمد من ذلك ثم طلب المنصور عبد الله باحضار ولديه وعنفه وهم به فضمنه زياد عامل المدينة وانصرف المنصور وقدم محمد المدينة قدمة فتلطف له زياد وأعطاه الأمان له ثم قال له الحق بأي بلاد شئت وسمع المنصور فبعث أبا الأزهر إلى المدينة في جمادى سنة احدى وأربعين ليستعمل على المدينة عبد العزيز بن المطلب ويقبض زيادا وأصحابه فسار بهم فحبسهم المنصور وخلف زياد ببيت المال ثمانين ألف دينار ثم استعمل على المدينة محمد ابن خالد بن عبد الله القسري وأمره بطلب محمد وانفاق المال في ذلك فكثرت نفقته واستبطأه المنصور واستشار في عزله فأشار عليه يزيد بن أسيد السلمي من أصحابه باستعمال رباح بن عثمان بن حسان المزني فبعثه أميرا على المدينة في رمضان سنة أربع وأربعين وأطلق يده في محمد بن خالد القسري فقدم المدينة وتهدد عبد الله
(١٨٨)