ابن حسن في احضار ابنيه وقال له عبد الله يومئذ انك لتريق المذبوح فيها كما تذبح الشاة فاستشعر ذلك ووجد فقال له حاجبه أبو البختري ان هذا ما اطلع على الغيب فقال ويلك والله ما قال الا ما سمع فكان كذلك ثم حبس رباح محمد بن خالد وضربه وجد في طلب محمد فأخبر أنه في شعبان رضوى من أعمال ينبع وهو جبل جهينة فبعث عامله في طلبه فأفلت منه ثم إن رباح بن مرة حبس بنى حسن وقيدهم وهم عبد الله ابن حسن بن الحسن واخوته حسن وإبراهيم وجعفر وابنه موسى بن عبد الله وبنو أخيه داود وإسماعيل واسحق بنو إبراهيم بن الحسن ولم يحضر معهم أخوه على العائد ثم حضر من الغد عند رباح وقال جئتك لتحبسني مع قومي فحبسه وكتب إليه المنصور أن يحبس معهم محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان المعروف بالديباجة وكان أخا عبد الله لامه أمهما فاطمة بنت الحسين وكان عامل مصر قد عثر على علي بن محمد بن عبد الله ابن حسن بعثه أبوه إلى مصر يدعو له فأخذه وبعث به إلى المنصور فلم يزل في حبسه وسمى من أصحاب أبيه عبد الرحمن بن أبي المولى وأبا جبير فضربهما المنصور وحبسهما وقيل عبد الله حبس أولا وحده وطال حبسه فأشار عليه أصحابه بحبس الباقين فحبسهم ثم حج المنصور سنة أربع وأربعين فلما قدم مكة بعث إليهم وهم في السجن محمد بن عمران ابن إبراهيم بن طلحة ومالك بن أنس يسألهم أن يرفعوا إليه محمدا وإبراهيم ابني عبد الله فطلب عبد الله الاذن في لقائه فقال المنصور لا والله حتى يأتيني به وبابنيه وكان محسنا مقبولا لا يكلم أحدا الا أجابه إلى رأيه ثم إن المنصور قضى حجه وخرج إلى الربدة وجاء رباح ليودعه فأمر باشخاص بنى حسن ومن معهم إلى العراق فأخرجهم في القيود والأغلال وأردفهم في محامل بغير وطئ وجعفر الصادق يعاينهم من وراء ستر ويبكى وجاء محمد وإبراهيم مع أبيهما عبد الله يسايرانه مستترين بزي الاعراب ويستأذنانه في الخروج فيقول لا تعجلا حتى يمكنكما وان منعتما أن تعيشا كريمين فلا تمنعا أن تموتا كريمين وانتهوا إلى الزيدية وأحضر العثماني الديقا عند المنصور فضربه مائة وخمسين سوطا بعد ملاحاة جرت بينهما أغضبت المنصور ويقال ان رباحا أغرى المنصور به وقال له ان أهل الشأم شيعته ولا يتخلف عنه منهم أحد ثم كتب أبو عون عامل خراسان إلى المنصور بأن أهل خراسان منتظرون أمر محمد بن عبد الله واحذر منهم فأمر المنصور بقتل العثماني وبعث برأسه إلى خراسان وبعث من يحلف أنه رأس محمد ابن عبد الله وان أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدم المنصور بهم الكوفة وحبسهم بقصر ابن هبيرة يقال إنه قتل محمد بن إبراهيم بن حسن منهم على أسطوانة وهو حي فمات ثم بعده عبد الله بن حسن ثم علي بن حسن ويقال ان المنصور
(١٨٩)