وقتل رياح بن عثمان وأخاه عباسا وابن مسلم بن عقبة وتوثق محمد ابن القسري بالأبواب فلم يصلوا إليه ورجع ابن حصين إلى محمد فقاتل معه وتقدم محمد إلى بطن سلع ومعه بنو شجاع من الخمس فعرقبوا دوابهم وكسروا جفون سيوفهم واستماتوا وهزموا أصحاب عيسى مرتين أو ثلاثة وصعد نفر من أصحاب عيسى الجبل وانحدروا منه إلى المدينة ورفع بعض نسوة إلى العباس خمارا لها اسود على منارة المسجد فلما رآه أصحاب محمد وهم يقاتلون هربوا وفتح بنو غفار طريقا لأصحاب عيسى فجاؤوا من وراء أصحاب محمد ونادى حميد بن قحطبة للبراز فأبى ونادى ابن حصين بالأمان فلم يصغ إليه وكثرت فيه الجراح ثم قتل وقاتل محمد على شلوه فهد الناس عنه هدا حتى ضرب فسقط لركبته وطعنه ابن قحطبة في صدره ثم أخذ رأسه وأتى به عيسى فبعثه إلى المنصور مع محمد بن الكرام عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر وبالبشارة مع القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن وأرسل معه رؤس بنى شجاع وكان قتل محمد منتصف رمضان وأرسل عيسى الألوية فنصبت بالمدينة للأمان وصلب محمد وأصحابه ما بين ثنية الوداع والمدينة واستأذنت زينب أخته في دفنه بالبقيع وقطع المنصور الميرة في البحر عن المدينة حتى أذن فيها المهدى بعده وكان مع المهدى سيف على ذو الفقار فأعطاه يومئذ رجلا من التجار في دين كان له عليه فلما ولى جعفر بن سليمان المدينة أخذه منه وأعطاه من دينه ثم أخذه منه المهدى وكان الرشيد يتقلده وكان فيه ثمان عشرة فقرة وكان معه من مشاهير بنى هاشم أخو موسى وحمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين وحسين وعلى ابنا زيد بن علي وكان المنصور يقول عجبا خرجا على ونحن أخذنا بثار أبيهما وكان معه على وزيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن وأبوهما الحسن مع المنصور والحسن ويزيد وصالح بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر والقاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر والمرجى علي بن جعفر بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر وأبوه على مع المنصور ومن غير بنى هاشم محمد بن عبد الله بن عمر بن سعيد بن العاص ومحمد بن عجلان وعبد الله ابن عمر بن حفص بن عاصم وأبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة أ خذ أسيرا فضرب وحبس في سجن المدينة فلم يزل محبوسا إلى أن نازل السودان بالمدينة على عبد الله بن الربيع الحارثي وفر عنها إلى بطن نخل وملكوا المدينة ونهبوا طعام المنصور فخرج ابن أبي سبرة مقيدا وأتى المسجد وبعث إلى محمد بن عمران ومحمد بن عبد العزيز وغيرهما وبعثوا إلى السودان وردوهم عما كانوا فيه فرجعوا ولم يصل الناس يومئذ جمعة ووقف الأصبغ بن أبي سفيان بن عاصم بن عبد العزيز لصلاة العشاء ونادى أصلى بالناس على طاعة أمير المؤمنين وصلى ثم أصبح ابن أبي سبرة ورد من العبيد ما نهبوه ورجع ابن
(١٩٣)