السعدي تم أتبع هؤلاء الإحدى عشر بعتبة بن الأخنس من سعد بن بكر وسعد بن غوات الهمداني وأمرهما أن يسيرا بهم إلى معاوية ثم لحقهما شريح بن هانئ ودفع كتابه إلى معاوية بن وائل ولما انتهوا إلى مرج عذراء قريب دمشق تقدم ابن وائل وكثير إلى معاوية فقرأ كتاب شريح وفيه بلغني أن زيادا كتب شهادتي وانى أشهد على حجر أنه ممن يقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويديم الحج والعمرة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حرام الدم والمال فإن شئت فاقبله أو فدعه فقال معاوية ما أرى هذا الا أخرج نفسه من شهادتكم وحبس القوم بمرج عذراء حتى لحقهم عتبة بن الأخنس وسعد بن غوات اللذين ألحقهما زياد بهما وجاء عامر بن الأسود العجيلى إلى معاوية فأخبره بوصولهما فاستوهب يزيد بن أسد البجلي عاصما وورقاء ابني عمه وقد كتب يزيد يزكيهما ويشهد ببراءتهما فأطلقهما معاوية وشفع وائل بن حجر في الأرقم وأبو الأعور السلمي في ابن الأخنس وحبيب بن سلمة في أخويه فتركهم وسأله مالك بن هبيرة السكوتي في حجر فرذه فغضب وحبس في بيته وبعث معاوية هدبة بن فياض القضاعي والحسين بن عبد الله الكلابي وأبا شريف البدري إلى حجر وأصحابه ليقتلوا منهم من أمرهم بقتله فأتوهم وعرض عليهم البراءة من على فأبوا وصلوا عامة ليلتهم ثم قدموا من الغد للقتل وتوضأ حجر وصلى وقال لولا أن يظنوا بي الجزع من الموت لاستكثرت منها اللهم انا نستعديك على أمشاء أهل الكوفة يشهدون علينا وأهل الشأم يقتلوننا ثم مشى إليه هدبة بن فياض بالسيف فارتعد فقالوا كيف وأنت زعمت أنك لا تجزع من الموت فابرأ من صاحبك وندعك فقال ومالي لا أجزع وأنا بين القبر والكفن والسيف وان جزعت من الموت لا أقول ما يسخط الرب فقتلوه وقتلوا ستة معه وهم شريك بن شداد وصيفي بن فضيل وقبيصة بن حنيفة ومحرز بن شهاب وكرام ابن حبان ودفنوهم وصلوا عليهم بعبد الرحمن بن حسان العنزي وجئ بكريم بن الخثعمي إلى معاوية فطلب منه البراءة من على فسكت واستوهبه سمرة بن عبد الله الخثعمي من معاوية فوهبه له على أن لا يدخل الكوفة فنزل إلى الموصل ثم سأل عبد الرحمن بن حسان عن علي فأثنى خيرا ثم عن عثمان فقال أول من فتح باب الظلم وأغلق باب الحق فرده إلى زياد ليقتله شر قتلة فدفنه حيا وهو سابع القوم (وأما مالك) بن هبيرة السكوتي فلما لم يشفعه معاوية في حجر جمع قومه وسار ليخلصه وأصحابه فلقى القتلة وسألهم فقالوا مات القوم وسار إلى عدى فتيقن قتلهم فأرسل في اثر القتلة فلم يدركوهم وأخبروا معاوية فقال تلك حرارة يجدها في نفسه وكأني بها قد طفئت ثم أرسل إليه بمائة ألف وقال خفت أن يعيد القوم حربا فيكون على المسلمين
(١٣)