وشكا إليه فاعتذر له ووعده برده إلى عمله ثم ولاه يزيد سنة اثنين وستين (وذكر) الواقدي أن عقبة ولى إفريقية سنة ست وأربعين فاختط القيروان ثم عزله يزيد سنة اثنتين وستين بأبي المهاجر فحينئذ قبض على عقبة وضيق عليه فكتب إليه يزيد يبعثه إليه وأعاده واليا على إفريقية فحبس أبا المهاجر إلى أن قتلهم جميعا كسلة ملك البرانس من البربر كما نذكر بعد * (كان المغيرة بن شعبة أيام امارته على الكوفة) كثيرا ما يتعرض لعلى في مجالسه وخطبه ويترحم على عثمان ويدعو له فكان حجر بن عدى إذا سمعه يقول بلاياكم قد أضل الله ولعن ثم يقول أنا أشهد أن من تذمون أحق بالفضل ومن تزكون أحق بالذم فبعث له المغيرة يقول يا حجر اتق غضب السلطان وسطوته فإنها تهلك أمثالك لا يزيده على ذلك (ولما كان) آخر امارة المغيرة قال في بعض أيامه مثل ما كان يقول فصاح به حجر ثم قال له مر لنا بأرزاقنا فقد حبستها منا وأصبحت مولعا بذم المؤمنين وصاح الناس من جوانب المسجد صدق حجر فمر لنا بأرزاقنا فالذي أنت فيه لا يجدى علينا نفعا فدخل المغيرة إلى بيته وعذله قومه في جراءة حجر عليه يوهن سلطانه ويسخط عليه معاوية فقال لا أحب أن آتى بقتل أحد من أهل المصر وسيأتي بعدي من يصنع معه مثل ذلك فيقتله ثم توفى المغيرة وولى زياد فلما قدم خطب الناس وترحم على عثمان ولعن قاتليه وقال حجر ما كان يقول فسكت عنه ورجع إلى البصرة واستخلف على الكوفة عمرو بن حريث وبلغه أن حجرا يجتمع إليه شيعة على ويعلنون بلعن معاوية والبراءة منهم وانهم حصبوا عمرو بن حريث فشخص إلى الكوفة حتى دخلها ثم خطب الناس وحجر جالس يسمع فتهدده وقال لست بشئ إن لم أمنع الكوفة من حجر وأودعه نكالا لمن بعده ثم بعث إليه فامتنع من الإجابة فبعث صاحب الشرطة شداد بن الهيثم الهلالي إليه جماعة فسبهم أصحابه فجمع زياد أهل الكوفة وتهددهم فتبرؤا فقال ليدع كل رجل منكم عشيرته الذين عند حجر ففعلوا حتى إذا لم يبق معه الا قومه قال زياد لصاحب الشرطة انطلق إليه فأت به طوعا أو كرها فلما جاءه يدعوه امتنع من الإجابة فحمل عليهم وأشار إليه أبو العمرطة الكندي بأن يلحق بكندة فمنعوه هذا وزياد على المنبر ينتظر ثم غشيهم أصحاب زياد وضرب عمرو بن الحمق فسقط ودخل في دور الأزد فاختفى وخرج حجر من أبواب كندة فركب ومعه أبو العمرطة إلى دور قومه واجتمع إليه الناس ولم يأته من كندة الا قليل ثم أرسل زياد وهو على المنبر مذحج وهمدان ليأتوه بحجر فلما علم أنهم قصدوه تسرب من داره إلى النخع ونزل على أخي الأشتر وبلغه أن الشرطة تسأل عنه في النخع فأتى الأزد واختفى عند ربيعة بن ناجد وأعياهم طلبه فدعا حجر محمد بن الأشعث أن يأخذ له
(١١)