معه إليهم كتابا مختوما لم يجدوا فيه غير البسملة فعلموا مخالفة خراش لامره وعظم عليهم ثم بعث محمد بن بكير بن بان وكتب معه بكذب خراش فلم يصدقوه فجاء إلى محمد وبعث معه عصيا مضببة بعضها بالحديد وبعضها بالنحاس ودفع إلى كل رجل عصا فعلموا انهم قد خالفوا السيرة فتابوا ورجعوا وتوفى محمد بن علي سنة أربع وعشرين وعهد ابنه إبراهيم بالأمر وأوصى الدعاة بذلك وكانوا يسمونه الامام وجاء بكير بن هامان إلى خراسان بنعيه والدعاء لإبراهيم الامام سنة ست وعشرين ومائة ونزل مرو ودفع إلى الشيعة والنقباء كتابه بالوصية والسيرة فقبلوه ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقاتهم فقدم بها بكير على إبراهيم ثم بعث إليهم أبا مسلم سنة أربع وعشرين وقد اختلف في أوليته اختلافا كثيرا وفى سبب اتصاله بإبراهيم الامام أو أبيه محمد فقيل كان من ولد بزرجمهر ولد بأصبهان وأوصى به أبوه إلى عيسى بن موسى السراج فحمله إلى الكوفة ابن سبع سنين ونشأ بها واتصل بإبراهيم الامام وكان اسم أبى مسلم إبراهيم بن عثمان بن بشار فسماه إبراهيم الامام عبد الرحمن وزوجة أبيه أبى النجم عمران بن إسماعيل من الشيعة فبنى بها بخراسان وزوج ابنته من محرز بن إبراهيم فلم يعقب وابنته أسماء من فهم بن محرز فأعقبت فاطمة هي التي يذكرها الحزمية وقيل في اتصاله بإبراهيم الامام ان أبا مسلم كان مع موسى السراج وتعلم منه صناعة السروج وكان يتجهز فيها بأصبهان والجبال والجزيرة والموصل واتصل بعاصم بن يونس العجلي صاحب عيسى السراج وابني أخيه عيسى وإدريس ابني معقل وإدريس هو جد أبى دلف ونمى إلى يوسف بن عمر ان العجلي من دعاة بنى العباس فحبسهم مع عمال خالد القسري وكان أبو مسلم معهم في السجن بخدمتهم وقبل منهم الدعوة وقيل لم يتصل بهم من عيسى السراج وانما كان من ضياع بنى العجلي بأصبهان أو الجبل وتوجه سليمان ابن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز بن قريط وقحطبة بن شبيب من خراسان يريدون إبراهيم الامام بمكة فمروا بعاصم بن يونس وعيسى وإدريس ابني معقل العجلي بمكانهم من الحبس فرأوا معهم أبا مسلم فأعجبهم وأخذوه ولقوا إبراهيم الامام بمكة فأعجبه فأخذه وكان يخدمه ثم قدم النقباء بعد ذلك على إبراهيم الامام يطلبون أن يوجه من قبله إلى خراسان فبعث معه أبا مسلم فلما تمكن ونوى أمره ادعى أنه من ولد سليط بن عبد الله بن عباس وكان من أولية هذا الخبر أن جارية لعبد الله بن العباس ولدت لغير رشدة فحدها واستعبد وليدها وسماه سليطا فنشأ واختص بالوليد وادعى ان عبد الله بن عباس أقر بأنه ابنه وأقام البينة على ذلك وخاصم علي بن عبد الله في الميراث واذاه وكان في صحابته عمر الدن من ولد أبى رافع مولى رسول الله صلى الله
(١٠٢)