والربيع بن عمران التميمي إلى سمرقند وغيرها مما وراء النهر يدعوهم إلى الاسلام على أن توضع عنهم الجزية وعليها الحسن بن العمرطة الكندي على حربها وخراجها فدعاهم لذلك وأسلموا وكتب غورك إلى الأشرس ان الجراح قد انكسر فكتب أشرس إلى ابن العمرطة بلغني ان أهل الصغد وأشباههم لم يسلموا رغبة وانما أسلموا نفورا من الجزية فانظر من اختتن وأقام الفرائض وقرأ سورة من القرآن فارفع خراجه ثم عزل ابن العمرطة عن الخراج وولى عليها ابن هانئ ومنعهم أبو الصيدا أخذ الجزية ممن أسلم وكتب هانئ إلى أشرس بأنهم أسلموا وبنوا المساجد فكتب إليه والى العمال أن يعيدوا الجزية على من كانت عليه ولو أسلم فامتنعوا واعتزلوا في سبعة آلاف على فراسخ من سمرقند وخرج معهم أبو الصيدا وربيع بن عمران والهيثم الشيباني وأبو فاطمة الأزدي وعامر بن قشير وبشير الجحدري وبيان العنبري وإسماعيل بن عقبة لينصروهم وبلغ الخبر إلى أشرس فعزل ابن العمرطة عن الحرب وولى مكانه المجشر ابن مزاحم السلمي وعميرة بن سعد الشيباني فكتب المجشر إلى أبي الصيدا يستقدمه هو وأصحابه فقدم ومعه ثابت قطنة فحبسهما وسيرهما إلى أشرس واجتمع الباقون وولوا عليهم أبا فاطمة ليقاتلوا هانئا فكتب أشرس ووضع عنهم الخراج فرجعوا وضعف أمرهم وتتبعوا فحبسوا كلهم وألح هانئ في الخراج واستخف بفعل العجم والدهاقين وأقيموا في العقوبات وحرقت ثيابهم وألقيت مناطقهم في أعناقهم وأخذت الجزية ممن أسلم فكفرت الصغد وبخاري واستجاشوا بالترك وخرج أشرس غازيا فنزل آمد وأقام أشهرا وقدم قطن بن قتيبة بن مسلم في عشرة آلاف فعبر النهر ولقى الترك وأهل الصغد وبخاري ومعهم خاقان فحصروا قطنا في خندقه وأغار الترك على سرح المسلمين وأطلق أشرس ثابت قطنة بكفالة عبد الله بن بسطام بن مسعود ابن عمرو بعثه معه في خيل فاستقدمه من أيدي الترك ما أخذوه ثم عبر أشرس بالناس ولحق بقطن ولقيهم العدو فانهزموا أمامهم وسار أشرس بالناس حتى جاء بيكند فحاصرها المسلمون وقطع أهل البلد عنهم الماء وأصابهم العطش فرحلوا إلى المدينة واعترضهم دونها العدو فقاتلوهم قتالا شديدا وأبلى الحرث بن شريح وقطن بن قتيبة بلاء شديدا وأزالوا الترك عن الماء فقتل يومئذ ثابت قطنة وصخر بن مسلم بن النعمان العبدي وعبد الملك بن دثار الباهلي وغيرهم وحمل قطن بن قتيبة في جماعة تعاقدوا على الموت فانهزم العدو واتبعهم المسلمون يقتلونهم إلى الليل ثم رجع أشرس إلى بخارى وجهز عليها عسكرا يحاصرونها وعليهم الحرث بن شريح الأزدي ثم حاصر خاقان مدينة كمرجة من خراسان وبها جمع من المسلمين وقطعوا القنطرة
(٨٧)