أن يقاتل فسار إلى قصر النعمان بن بشير ومعه أربعون من ولد الضحاك وغيره وجاء كتاب العباس بن الوليد بأنه قادم عليه وقاتلهم عبد العزيز ومنصور بعد أن بعث إليهم زياد بن حصين الكلبي يدعوهم إلى الكتاب والسنة فقتله أصحاب الوليد واشتد القتال بينهم وبعث عبد العزيز بن منصور بن جمهور لاعتراض العباس من الوليد أن يأتي بالوليد فجاء به كرها إلى عبد العزيز وأرسل الوليد إلى عبد العزيز بخمسين ألف دينار وولاية حمص ما بقي على أن ينصرف عنه فأبى ثم قاتل قتالا شديدا حتى سمع النداء بقتله وسبه من جوانب الحومة فدخل القصر فأغلق الباب وطلب الكلام من أعلى القصر فكلمه يزيد بن عنبسة السكسكي فذكره بحرمه وفعله فيهم فقال ابن عنبسة انا ما ننقم عليك في أنفسنا وانما ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله قال حسبك الله يا أخا السكاسك فلعمري لقد أكثرت وأغرقت وان فيما أحل الله سعة عما ذكرت ثم رجع إلى الدار فجلس يقرأ في المصحف وقال يوم كيوم عثمان فتسوروا عليه وأخذ يزيد بن عنبسة بيده يقيه لا يريد قتله وإذا بمنصور بن جمهور في جماعة معه ضربوه واجتزوا رأسه فساروا به إلى يزيد فأمر بنصبه فتلطف له يزيد بن فروة مولى بنى مرة في المنع من ذلك وقال هذا ابن عمك وخليفة وانما تنصب رؤس الخوارج ولا آمن أن يتعصب له أهل بيته فلم يجبه وأطافه بدمشق على رمح ثم دفع إلى أخيه سليمان بن يزيد وكان معهم عليه وكان قتله آخر جمادى الآخرة سنة ست وعشرين لسنتين وثلاثة أشهر من بيعته ولما قتل خطب الناس يزيد فذمه وثلبه وانه انما قتله من أجل ذلك ثم وعدهم بحسن الظفر والاقتصار عن النفقة في غير حاجاتهم وسد الثغور والعدل في العطاء والارزاق ورفع الحجاب والا فلكم ما شئتم من الخلع وكان يسمى الناقض لأنه نقض الزيادة التي زادها الوليد في أعطيات الناس وهي عشرة عشرة ورد العطاء كما كان أيان هشام وبايع لأخيه إبراهيم بالعهد ومن بعده لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك حمله على ذلك أصحابه القدرية لمرض طرقه ولما قتل الوليد وكان قد حبس سليمان بن عمه هشام بعمان خرج سليمان من الحبس وأخذ ما كان هناك من الأموال ونقله إلى دمشق ثم بلغ خبر مقتله إلى حمص وان العباس بن الوليد أعان على قتله فانتقضوا وهدموا دار العباس وسبوها وطلبوه فلحق بأخيه يزيد وكاتبوا الأجناد في الطلب بدم يزيد وأمروا عليهم مروان بن عبد الله بن عبد الملك ومعاوية بن يزيد بن حصين بن نمير وراسلهم يزيد فطردوا رسوله فبعث أخاه مسرورا
(١٠٨)