له بالإبل والخيل في مكان عينه لهم وبعث إلى عامل حلب باشفاقه من يزيد وبذل له المال والى الحرس الذين يحفظونه فخلى سبيله وأتى إلى دوابه فركبها ولحق بالبصرة وكتب إلى عمر انى والله لو وثقت بحياتك لم أخرج من محبسك ولكن خفت أن يقتلني يزيد شر قتله فقرأ عمر الكتاب وبه رمق فقال اللهم ان كان ابن المهلب يريد بالمسلمين سوأ فأحقه به وهضه فقد هاض انتهى ولما بويع ليزيد بن عبد الملك كتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بالكوفة والى عدى بن أرطأة بالبصرة بهربه والتحرز منه وأبى عدى أن يأخذ المهلب بالبصرة فحبس المفضل حبيبا ومروان ابني المهلب وبعث عبد الحميد من الكوفة جندا عليهم هشام بن ساحق بن عامر فأتوا العذيب ومر بيزيد عليهم فوق القطقطانة فلم يقدموا عليه ومضى نحو البصرة وقد جمع عدى بن أرطأة أهل البصرة وخندق عليها وبعث على خيلها المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل وجاء يزيد على أصحابه الذين معه وانضم إليه أخوه محمد فيمن اجتمع إليه من قومهم وبعث عدى بن أرطأة على كل خمس من أخماس البصرة رجالا فعلى الأزد المغيرة بن زياد بن عمر العتكي وعلى تميم محرز بن حمدان السعدي وعلى بكرة نوح بن شيبان بن مالك بن مسمع وعلى عبد القيس مالك بن المنذر بن الجارود وعلى أهل العالية عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر وهم قريش وكنانة والأزد وبجيلة وخثعم وقيس عيلان ومزينة فلم يعرضوا ليزيد وأقبل فانزل انتهى واختلف الناس إليه وأرسل إلى عدى أن يطلق له اخوته فينزل به البصرة ويخرج حتى يأخذ لنفسه من يزيد وبعث حميد بن أخيه عبد الملك بن المهلب يستأمن له من يزيد بن عبد الملك فأجاره خالد القسري وعمر بن يزيد الحكمي بأمان يزيد له ولأهله وقد كان بعد منصرف حميد فرق في الناس قطع الذهب والفضة فانثالوا عليه وعدي يعطى درهمين درهمين ثم تناجزوا الحرب وحمل أصحاب يزيد على أصحاب عدى فانهزموا ودنا يزيد من القصر وخرج عدى بنفسه فانهزم أصحابه وخاف اخوة يزيد وهم في الحبس أن يقتلوا قبل وصوله فأغلق الباب وامتنعوا فجاءهم الحرس يعالجون فأجفلهم الناس عنه فخلوا عنهم وانطلقوا إلى أخيهم ونزل يزيد دار مسلم بن زياد إلى جنب القصر وتسور القصر بالسلالم وفتحه وأتى بعدي بن أرطأة فحبسه وهرب رؤس البصرة من تميم وقيس ومالك بن المنذر إلى الكوفة والشام وخرج المغيرة بن زياد بن عمر العتكي إلى الشام فلقى خالدا القسري وعمر بن يزيد وقد جاؤوا بأمان يزيد بن المهلب مع حميد بن أخيه فأخبرهما بظهور يزيد على البصرة وحبسه عديا فرجعا إلى وعد لهما فلم يقبلا وقبض عبد الحميد بن عبد الرحمن بالكوفة على خالد بن يزيد بن المهلب وحماد بن ذخر وحملهما وسيرهما إلى الشام فحبسهما يزيد حتى هلكا بالسجن وبعث يزيد بن عبد
(٧٧)