أهل جيلان والديلم والتقوا فانهزم المشركون واتبعهم المسلمون إلى الشعب وصعد المشركون في الجبل فامتنعوا على المسلمين وصعد أبو عيينة بمن معه خلفهم فهزمهم المشركون في الوعر فكفوا وكاتب الاصبهند أهل جرجان ومقدمهم المرزبان أن يبيتوا للمسلمين عندهم ليقطعوا المادة عن يزيد والطرق بينه وبين جرجان ووعدهم بالمكافأة على ذلك فساروا بالمسلمين وهم غارون وقتل عبد الله بن معمر وجميع من معه ولم ينج أحد وكتبوا إلى الاصبهند بأخذ المضايق والطرق وبلغ ذلك يزيد وأصحابه فعظم عليهم وهالهم وفزع يزيد إلى حيان النبطي وكان قد غرمه مائتي ألف درهم بسبب أنه كتب إلى ابنه مخلد كتابا فبدأ بنفسه فقال له لا يمنعك ما كان منى إليك من نصيحة المسلمين وقد علمت ما جاءنا من جرجان فاعمل في الصلح فأتى حيان الاصبهند ومت إليه بنسب العجم وتنصل له وفتل له في الذروة والغارب حتى صالحه على سبعمائة ألف درهم وأربعمائة وقر زعفران أو قيمته من العين وأربعمائة رجل على يد كل رجل منهم ترس وطيلسان وجام من فضة وخرقة حرير وكسوة فأرسل يزيد لقبض ذلك ورجع اه (وقيل) في سبب مسير يزيد إلى جرجان أن صولا التركي كان على قهستان والبحيرة جزيرة في البحر على خمسة فراسخ من قهستان وهما من جرجان مما يلي خوارزم وكان يغير على فيروز بن فولفول مرزبان جرجان وأشار فيروز بنصيب من بلاده فسار فيروز إلى يزيد هاربا منه وأخذ صول جرجان وأشار فيروز على يزيد أن يكتب إلى الاصبهند ويرغبه في العطاء ان هو حبس صولا بجرجان حتى يحاصر بها ليكون ذلك وسيلة إلى معاكسته وخروجه عن جرجان فيتمكن يزيد منه فكتب إلى الاصبهند وبعث بالكتاب إلى صول فخرج من حينه إلى البحيرة وبلغ يزيد الخبر فسار إلى جرجان ومعه فيروز واستخلف على خراسان ابنه مخلدا وعلى سمرقند وكش ونسف وبخاري ابنه معاوية وعلى طخارستان ابن قبيصة بن المهلب وأتى جرجان فلم يمنعه دونها أحد ودخلها ثم سار منها إلى البحيرة وحصر صولا بها شهرا حتى سأل الصلح على نفسه وماله وثلثمائة ويسلم إليه البحيرة فأجابه يزيد وخرج صول عن البحيرة وقتل يزيد من الأتراك أربعة عشر ألفا وأمر إدريس بن حنظلة العمى أن يحصى ما في البحيرة ليعطى الجند فلم يقدر وكان فيها من الحنطة والشعير والأرز والسمسم والعسل شئ كثير ومن الذهب والفضة كذلك ولما صالح يزيد اصبهند طبرستان كما قدمناه سار إلى جرجان وعاهد الله ان ظفر بهم ليطحنن القمح على سائل دمائهم ويأكل منه فحاصرهم سبعة أشهر وهم يخرجون إليه فيقاتلونه ويرجعون وكانوا ممتنعين في الجبل والأوعار وقصد رجل من عجم خراسان فأتبع؟؟ بخلافي الجبل وانتهى إلى معسكرهم وعرف الطريق إليه ودل الأدلة
(٧٣)