من أخيه ومن عصاه من دونهم فأجابه قتيبة ولم يطلع الملك أحدا من مرازبتة على لك وتجهز قتيبة سنة ثلاث وتسعين وأظهر غزو الصغد فأقبل أهل خوارزم على شأنهم ولم يحتفلوا بغزوه وإذا به قد نزل هزارسب قريبا منهم وجاء أصحاب خوارزم شاه إليه فدعوه للقتال فقال ليس لنا به طاقة ولكن نصالحه على شئ نعطيه كما فعل غيرنا فوافقوه وسار إلى مدينة الفيد من وراء النهر وهذا حصن بلاده وصالحه بعشرة آلاف رأس وعين ومتاع وأن يعينه على خام جرد وقيل على مائة ألف رأس وبعث قتيبة أخاه عبد الرحمن إلى خام جرد وهو عدو لخوارزم شاه فقاتله وقتله عبد الرحمن وغلب على أرضه وأسر منهم أربعة آلاف فقتلهم وسلم قتيبة إلى خوارزم شاه أخاه ومن كان يخالفه من أمرائه فقتلهم ودفع أموالهم إلى قتيبة ولما قبض قتيبة أموالهم أشار عليه المحشر بن مخازم السلمي بغزو الصغد وهم آمنون على مسافة عشرة أيام فقال اكتم ذلك فقدم أخاه في الفرسان والرماة وبعثوا بالأثقال إلى مرو وخطب قتيبة الناس وحثهم على الصغد وذكرهم الضفائن فيهم ثم سار فأتى الصغد بعد ثلاث من وصول أخيه فحاصرهم بسمرقند شهرا واستجاشوا ملك الشاش واخشاد خاقان وفرغانة فانتخبوا أهل النجدة من أبناء الملوك والمرازبة والأساورة وولوا عليهم ابن خاقان وجاؤا إلى المسلمين فانتخب قتيبة من عسكره ستمائة فارس وبعث بهم أخاه صالحا لاعتراضهم في طريقهم فلقوهم بالليل وقاتلوهم أشد قتال فهزموهم وقتلوهم وقتلوا ابن خاقان ولم يفلت منهم الا القليل وغنموا ما معهم ونصب قتيبة المجانيق فرماهم بها وثلم السور واشتد في قتالهم وحمل الناس عليهم إلى أن بلغوا الثلمة ثم صالحوه على ألفى ألف ومائتي ألف مثقال في كل عام وأن يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف رأس وأن يمكنوه من بناء مسجد بالمدينة ويخلوها حتى يدخل فيصلى فيه فلما فعل ذلك ودخل المدينة أكرههم على إقامة جند فيها وقيل إنه شرط عليهم الأصنام وما في بيوت النار فأعطوه فأخذ الحلية وأحرق الأصنام وجمع من بقايا مساميرها وكانت ذهبا خمسين ألف مثقال وبعث بجارية من سبيها من ولد يزدجرد إلى الحجاج فأرسلها الحجاج إلى الوليد وولدت له يزيد ثم قال فورك لقتيبة انتقل عنا فانتقل وبعث إلى الحجاج بالفتح ثم رجع إلى مرو واستعمل على سمرقند اياس بن عبد الله على حربها وعبيد الله بن أبي عبيد الله مولى مسلم على خراجها فاستضعف أهل خوارزم اياسا وجمعوا له فبعث قتيبة عبد الله عاملا على سمرقند وأمره أن يضرب اياسا وحبايا السطى مائة مائة ويخلعهما فلما قرب عبد الله من خوارزم مع المغيرة بن عبد الله فبلغهم ذلك وخشى ملكه من أبناء الذين كان قتلهم ففر إلى بلاد الترك وجاء المغيرة فقتل وسبى وصالحه الباقون على الجزية ورجع إلى
(٦٣)