كان عبد الله بن حازم لما قتل بنى تميم بخراسان وافترقوا عليه فخرج إلى نيسابور وخاف بنو تميم على ثقله بمرو فقال لابنه موسى اقطع نهر بلخ حتى نلتجئ إلى بعض الملوك أو إلى حصن نقيم فيه فسار موسى عن مرو في مائتين وعشرين فارسا واجتمع إليه شبه الأربعمائة وقوم من بنى سليم وأتى قم فقاتله أهلها فظفر بهم وأصاب منهم مالا وقطع النهر وسأل صاحب بخارى أن يأوى إليه فأبى وخافه وبعث إليه بصلة فسار عنه وعرض نفسه على ملوك الترك فأبوا خشية منه وأتى سمرقند فأذن له ملكها طرخون ملك الصغد في المقام فأقام وبلغه قتل أبيه عبد الله بن حازم ولم يزل مقيما بسمرقند وبارز بعض أصحابه يوما بعض الصغد فقتله فأخرجه طرخون عنه فأتى كش فنزلها ولم يطق صاحبها مدافعته واستجاش عليه بطرخون فخرج موسى للقائه وقد اجتمع معه سبعمائة فارس فاقتتلوا إلى الليل ودس موسى بعض أصحابه إلى طرخون يخوفه عاقبة أمره وان كل من يأتي خراسان يطالبه بدمه فقال يرتحل عن كش قال له نعم وكف حتى ارتحل وأتى ترمذ فنزل إلى جانب حصن بها مشرف على النهر وأبى ملك ترمد من تمليكه الحصن فأقام هنالك ولاطف الملك وتودد له وصار يتصيد معه وصنع له الملك يوما طعاما وأحضره في مائة من أصحابه ليأكلوا فلما طعموا امتنعوا من الذهاب وقال موسى هذا الحصن اما بيتي أو قبري وقاتلهم فقتل منهم عدة واستولى على الحصن وأخرج ملك ترمذ ولم يتعرض له ولا لأصحابه ولحق به جمع من أصحاب أبيه فقوى بهم وكان يغير على ما حوله ولما ولى أمية خراسان سار لغزوه وخالفه بكير كما تقدم ثم بعث إليه بعد صلحه مع بكيرا لجيوش مع رجل من خزاعة وحاصروه وعاود ملك ترمذ استنصاره بالترك في جمع كثير ونزلوا عليه من جانب آخر وكان يقاتل العرب أول النهار والترك آخره ثلاثة أشهر ثم بيت الترك ليلة فهزمهم وحوى عسكرهم بما فيه من المال والسلاح ولم يهلك من أصحابه الا ستة عشر رجلا وأصبح الخزاعي والعرب وقد خافوا مثلها وغدا عمر بن خالد بن حصين الكلابي على موسى بن حازم وكان صاحبه فقال انا لا نظفر الا بمكيدة فاضربني وخلني فضربه خمسين سوطا فلحق بالخزاعي وقال إن ابن حازم اتهمني بعصبيتكم وأنى عين لكم فأمنه الخزاعي وأقام عنده ودخل عليه يوما وهو خال فقال له لا ينبغي أن تكون بغير سلاح فرفع طرف فراشه وأراه سيفا منتضى تحته فضربه عمر حتى قتله ولحق بموسى وتفرق الجيش واستأمن بعضهم موسى ولما ولى المهلب على خراسان قال لبنيه إياكم وموسى فإنه إن مات جاء على خراسان أمير من قيس ثم لحق به حريث وثابت ابنا قطنة الخزاعي فكانا معه ولما ولى يزيد أخذ أموالهما وحرمهما وقتل أخاهما للأم الحرث بن معقد فسار ثابت إلى
(٥٥)