ثم غدروا به فانهزم ولحق بطبرستان وأقره الاصبهبد وأحسن إليه وأرادوا الوثوب على الاصبهبد فشاور أباه وقال قد علمت الأعاجم أنى أشرف منه فمنعه أبوه ودخل قتيبة الري وكتب الحجاج إلى الاصبهبدان يبعث بهم أو برؤوسهم ففعل ذلك (ولما انصرف) عبد الرحمن بن الأشعث من هراة إلى رتبيل قال له علقمة بن عمر الأودي لا ادخل معك دار الحرب لان رتبيل ان دخل إليه الحجاج فيك وفى أصحابك قتلكم أو أسلمكم إليه ونحن خمسمائة قد تبايعنا على أن نتحصن بمدينة حتى نأمن أو نموت كراما وقدم عليهم مودود البصري وزحف إليهم عمارة بن تميم اللخمي وحاصرهم حتى استأمنوا فخرجوا إليه وقالهم وتتابعت كتب الحجاج إلى رتبيل في عبد الرحمن يرهبه ويرغبه وكان عبيد بن سميع التميمي من أصحاب ابن الأشعث وكان رسوله إلى رتبيل أولا فانس به رتبيل وزحف عليه وأغرى القاسم بن الأشعث أخاه عبد الرحمن بقتله فخافه وزين لرتبيل أخذ العهد من الحجاج واسلام عبد الرحمن إليه على أن يكف عن أرضه سبع سنين فأجابه رتبيل وخرج إلى عمارة سرا وكتب عمارة إلى الحجاج بذلك فأجاب وكتب له بالكف عنه عشر سنين وبعث إليه رتبيل برأس عبد الرحمن وقيل مات بالسل فقطع رأسه وبعث به وقيل أرسله مقيدا مع ثلاثين من أهل بيته إلى عمارة فألقى عبد الرحمن نفسه من سطح القصر فمات فبعث عمارة برأسه وذلك سنة أربع أو خمس وثمانين قد كنا قدمنا حصار المهلب مدينة كش من وراء النهر فأقام عليها سنتين وكان استخلف على خراسان ابنه المغيرة فمات سنة اثنتين وثمانين فجزع عليه وبعث ابنه يزيد إلى مرو ومكنه في سبعين فارسا ولقيهم في مفازة نسف جمع من الترك يقاربون الخمسمائة فقاتلوهم قتالا شديدا يطلبون ما في أيديهم والمغيرة يمتنع حتى أعطى بعض أصحابه لبعضهم شيئا من المتاع والسلاح ولحقوا بهم ولحق يزيد بمرو ثم سأل أهل كش من المهلب الصلح على مال يعطونه فاسترهن منهم رهنا من أبنائهم في ذلك وانفتل المهلب وخلف حريث بن قطنة مولى خزاعة ليأخذ الفدية ويرد الرهن فلما صار ببلخ كتب إليه لا تخل الرهن وان قبضت الفدية حتى تقدم أرض بلخ لئلا يغيروا عليك فأقرأ صاحب كش كتابه وقال إن عجلت أعطيتك الرهن وأقول له جاء الكتاب بعد اعطائه فعجل صاحب كش بالفدية وأخذ الرهن وعرض له الترك كما عرضوا ليزيد وقاتلهم فقتلهم وأسر منهم أسرى ففدوهم فردا فردا وأطلقهم ولما وصل إلى المهلب ضربه ثلاثين سوطا عقوبة على مخالفة كتابه في الرهن فحلف حريث ابن قطنة ليقتلن المهلب وخاف ثابتا أن كان ذلك المسير إليه فبعث إليه المهلب أخاه
(٥٢)