جميعا على ابن شميط فانهزم وقتل واستمر القتل في الرجالة وبعث مصعب عبادا فقتل كل أسير أخذه وتقدم محمد بن الأشعث في خيل من أهل الكوفة فلم يدركوا منهزما الا قتلوه ولما فرغ مصعب منهم أقبل فقطع الفرات من موضع واسط وحملوا الضعفاء وأثفالهم في السفن ثم خرجوا إلى نهر الفرات وسار إلى الكوفة ولما بلغ المختار خبر الهزيمة ومن قتل من أصحابه وأن مصعبا أقبل إليه في البر والبحر سار إلى مجتمع الأنهار نهر الجزيرة والمسلحين والقادسية ونهر يسر فسكر الفرات فذهب ماؤه في الأنهار وبقيت سفن أهل البصرة في الطين فخرجوا إلى السكر وأزالوه وقصدوا الكوفة وسار المختار ونزل حروراء بعد أن حصن القصر وأدخل عدة الحصار وأقبل مصعب وعلى ميمنته المهلب وعلى ميسرته عمر بن عبيد الله وعلى الخيل عباد بن الحصين وجعل المختار على ميمنته سليم بن يزيد الكندي وعلى ميسرته سعيد بن منقذ الهمداني وعلى الخيل عمر بن عبيد الله النهدي ونزل محمد بن الأشعث فيمن هرب من أهل الكوفة بين العسكرين ولما التقى الجمعان اقتتلوا ساعة وحمل عبد الله بن جعدة بن هبيرة المخزومي على من بإزائه فحطم أصحاب المختار حطمة منكرة وكشفوهم وحمل مالك ابن عمر النهدي في الرجالة عند المساء على ابن الأشعث حملة منكرة فقتل ابن الأشعث وعامة أصحابه وقتل عبيد الله بن علي بن أبي طالب وقاتل المختار ثم افترق الناس ودخل القصر وسار مصعب من الغد فنزل السبخة وقطع عنهم الميرة وكان الناس يأتونهم بالقليل من الطعام والشراب خفية ففطن مصعب لذلك فمنعه وأصابهم العطش فكانوا يصبون العسل في الآبار ويشربون ثم إن المختار أشار على أصحابه بالاستماتة فتحنط وتطيب وخرج في عشرين رجلا منهم السائب بن مسلك الأشعري فعذله فقال ويحك يا أحمق وثب ابن الزبير بالحجاز ووثب بجدة باليمامة وابن مروان بالشأم فكنت كأحدهم الا أنى طلبت بثار أهل البيت إذ نامت عقد العرب فقاتل على حسبك إن لم يكن لك نية ثم تقدم فقاتل حتى قتل على يد رجلين من بنى حنيفة أخوين طرفة وطراف ابني عبد الله بن دجاجة وكان عبد الله بن جعدة بن هبيرة لما رأى عزم المختار على الاستماتة تدلى من القصر واختفى عند بعض إخوانه ثم بعث الذين بقوا بالقصر إلى مصعب ونزلوا على حكمه فقتلهم أجمعين وأشار عليه المهلب باستبقائهم فاعترضه أشراف أهل الكوفة ورجع إلى رأيهم ثم أمر بكف المختار بن أبي عبيد فقطعت وسمرت إلى جانب المسجد فلم ينزعها من هنالك الا الحجاج وقتل زوجه عمرة بنت النعمان بن بشير زعمت أن المختار؟؟ فاستأذن أخاه عبد الله وقتلها ثم كتب مصعب إلى إبراهيم بن الأشتر يدعوه إلى طاعته ووعده بولاية أعنة الخليل
(٣٠)