فقاتلهم وهزمهم وقتل منهم جماعة ولجأ فلهم إلى بغداد فأوقع بهم لؤلؤ صاحب الشرطة ونهبت دورهم وقطعت أرزاقهم وقبضت أملاكهم وقتل ابن رائق من كان في حبسه من الساجية وسار هو والراضي نحو الأهواز لاجلاء ابن البريدي منها وقدم إليه في طلب الاستقامة وتوعده فجدد ضمان الأهواز بألف دينار في كل شهر ويحمل في كل يوم قسطه وأجابه إلى تسليم الجيش لمن يسير إلى قتال ابن بويه لنفرتهم عن بغداد وعرض ذلك على الراضي فأشار الحسين بن علي القونجي وزير بن رائق بأن لا تقبل لأنه خداع ومكر وأشار أبو بكر بن مقاتل بإجابته وعقد الضمان على ابن البريدي وعاد ابن رائق والراضي إلى بغداد فدخلاها أول صفر ولم يف ابن البريدي بحمل المال وأنفذ ابن رائق جعفر بن ورقاء ليسير بالجيش إلى فارس ودس إليهم ابن البريدي أن يطلبوا منه المال ليتجهزوا به فاعتذر فشتموه وتهددوه بالقتل وأتى ابن البريدي فأشار عليه بالنجاء ثم سعى ابن مقاتل لابن البريدي في وزارة ابن رائق عوضا عن الحسين القونجي وبذل عنه ثلاثين ألف دينار فاعتذر له بسوابق القونجي عنده وسعيه له وكان مريضا فقال له ابن مقاتل انه هالك فقال ابن رائق قد أعلمني الطبيب أنه ناقة فقال الطبيب يراجيك فيه لقربه منك ولكن سل ابن أخيه علي بن حمدان وكان القونجي قد استناب ابن أخيه في مرضه فأشار عليه ابن مقاتل أن يعرف الأمير إذا سأله بمهلكه وأشار عليه أن يستوزره فلما سأله ابن رائق أياسه منه فقال ابن رائق عند ذلك لابن مقاتل اكتب لابن البريدي يرسل من ينوب عنه في الوزارة فبعث أحمد بن الكوني واستولى مع ابن مقاتل على ابن رائق وسعوا لابن البريدي أبى يوسف في ضمان البصرة وكان عامل البصرة من قبل ابن رائق محمد بن يزداد وكان شديد الظلم والعسف بهم فخادعه ابن البريدي وأنفذ أبو عبد الله مولاه اقبالا في ألفى رجل وأقاموا في حصن مهدى قريبا فعلم ابن يزداد أنه يروم التغلب على البصرة وأقاما على ذلك وأقام ابن رائق شأن هذا العسكر في حصن مهدى وبلغه أيضا أنه استخدم الحجريين الذين أذن لهم في الانسياح في الأرض وأنهم اتفقوا مع عسكره على قطع الحمل وكاتبه يطردهم عنه فلم يفعل فأمر ابن الكوني أن يكتب إلى ابن البريدي بالكتاب على ذلك ويأمر بإعادة العسكر من حصن مهدى فأجاب باعدادهم للقرامطة وابن يزداد عاجز عن الحماية وكان القرامطة قد وصلوا إلى الكوفة في ربيع الآخر وخرج ابن رائق في العساكر إلى حصن ابن هبيرة ولم يستقر بينهم أمر وعاد القرمطي إلى بلده وسار ابن رائق إلى واسط فكتب ابن البريدي إلى عسكره بحصن مهدى أن يدخلوا البصرة ويملكوها من يد ابن يزداد وأمدهم جماعة من الحجرية فقصدوا البصرة وقاتلوا ابن يزداد فهزموه ولحق
(٤٠٣)