المقتدر ثم بدا له وأجمع عزله واجتمع لذلك مع القواد والقضاة والكتاب وراسلوا عبد الله ابن المعتز فأجابهم على أن لا يكون قتال فأخبروه باتفاقهم وان لا منازع لهم وكان المتولون لذلك الوزير العباس بن الحسين ومحمد بن داود بن الجراح وأبا المثنى أحمد بن يعقوب القاضي ومن القواد الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف بن صوار تكين ثم رأى الوزير أمره صالحا مع المقتدر فبدا له في ذلك فأجمع الآخرون أمرهم واعترضه الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف في طريق لستانة فقتلوه لعشر بقين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وخلعوا المقتدر من الغد وبايعوا لابن المعتز وكان المقتدر في الحلبة يلعب الاكرة فلما بلغه قتل الوزير دخل الدار وأغلق الأبواب وجاء الحسين بن حمدان إلى الحلبة ليفتك به فلم يجده فقدم وأحضروا ابن المعتز فبايعوه وحضر الناس والقواد وأرباب الدواوين سوى أبى الحسن بن الفرات وخواص المقتدر فلم يحضروا ولقب ابن المعتز المرتضى بالله واستوزر محمد بن داود بن الجراح وقلد علي بن موسى الدواوين وبعث إلى المقتدر بالخروج من دار الخلافة فطلب الامهال إلى الليل وقال مؤنس الخادم ومؤنس الخازن وعربت الحال وسائر الحاشية لا بد ان يبدى عذرا فيما أصابنا وباكر الحسين بن حمدان من الغد دار الخلافة فقاتله الغلمان والخدم من وراء السور وانصرف فلما جاء الليل سار إلى الموصل بأهله وأجمع رأى أصحاب المقتدر على قصد ابن المعتز في داره فتسلحوا وركبوا في دجلة فلما رآهم أصحاب ابن المعتز اضطربوا وهربوا واتهموا الحسين بن حمدان انه قد واطأ المقتدر عليهم وركب ابن المعتز ووزيره محمد بن داود بن الجراح وخرجوا إلى الصحراء ظنا منهم أن الجند الذين بايعوهم يخرجون معهم وانهم يلحقون بسامرا فيمتنعون فلما تفردوا بالصحراء رجعوا إلى البلد وتسربوا في الدور واختفى ابن الجراح في داره ودخل ابن المعتز ومولاه دار أبى عبد الله ابن الجصاص مستجيرا به وثار العيارون والسفل ينتهبون وفشا القتل وركب ابن عمرويه صاحب الشرطة وكان ممن بايع ابن المعتز فنادى بثار المقتدر مغالطا فقاتله فهرب واستتر وأمر المقتدر مؤنسا الخازن فزحف في العسكر وقبض على وصيف بن صوار تكين فقتله وقبض على القاضي أبى عمر علي بن عيسى والقاضي محمد بن خلف ثم أطلقهم وقبض على القاضي أبى المثنى أحمد بن يعقوب قال له بايع المقتدر قال هو صبى فقتله وبعث المقتدر إلى أبي الحسن بن الفرات كان مختفيا فأحضره واستوزره وجاء سوسن خادم ابن الجصاص فأخبر صافيا الخرمي مولى المقتدر بمكانه عندهم فكبست الدار وأخذ ابن المعتز وحبس إلى الليل ثم خصيت خصيتاه فمات وسلم إلى أهله وأخذ ابن الجصاص وصودر على مال كثير وأخذ محمد بن داود وزير ابن المعتز وكان مستترا فقتل ونفى علي بن عيسى بن علي إلى واسط واستأذن من ابن الفرات في المسير إلى مكة فسار
(٣٥٩)