ابن طولون واستولى على الجزيرة والموصل وخطب له فيها وقاتل الشراة كما ذكرنا وفيها قبض الموفق على لؤلؤ غلام ابن طولون وصادره على أربعمائة ألف دينار وبقي في ادبار إلى أن عاد إلى مصر أيام هارون بن خمارويه وفى سنة أربع وسبعين سار الموفق إلى فارس فاستولى عليها من يد عمرو بن الليث ورجع عمرو إلى كرمان وسجستان وعاد الموفق إلى بغداد وفى سنة خمس وسبعين نقض ابن أبي الساج طاعة خمارويه وقاتله خمارويه فهزمه وملك الشأم من يده وسار إلى الموصل وخمارويه في اتباعه إلى بغداد ولحق ابن أبي الساج بالحديثة فأقام بها إلى أن رجع خمارويه وكان اسحق ابن كنداج قد جاء إلى خمارويه فبعث معه جيشا وقوادا في طلب ابن أبي الساج واشتغل بعمل السفن للعبور إليه فسار ابن أبي الساج عنها إلى الموصل وأتبعه ابن كنداج وسار إلى الرقة فاتبعه ابن أبي الساج وكتب إلى الموفق يستأذنه في اتباعه إلى الشأم وجاء ابن كنداج بالعساكر من عند خمارويه وأقام على حدود الشأم ثم هزم ابن أبي الساج فسار إلى الموفق وملك ابن كنداج ديار ربيعة وديار مضر وقد تقدم ذكر ذلك وفيها خرج أحمد بن محمد الطائي من الكوفة لحرب فارس العبدي كان يخيف السابلة فهزمه العبدي وكان الطائي على الكوفة وسوادها وطريق خراسان وسامرا وشرطة بغداد وخراج بادردباد قطربل وفيها قبض الموفق على ابنه أبى العباس وحبسه وفيها ملك رافع بن هرثمة جرجان من يد محمد بن زيد وحاصره في استراباذ نحوا من سنتين ثم فارقها الجيش لحربه فسار عن سارية وعن طبرستان سنة سبع وسبعين واستأمن رستم بن قارن إلى رافع وقدم عليه علي بن الليث من حبس أخيه بكرمان هو وابناه العدل والليث وبعث رافع على سالوس محمد بن هارون وجاء إليه علي بن كأني مستأمنا فحصرهما محمد بن زيد وسار إليه رافع ففر إلى أرض الديلم ورافع في اتباعه إلى حدود قزوين فسار فيها وأحرقها وعاد إلى الري وفى سنة ست وسبعين رضى المعتمد عن عمرو ابن الليث وولاه وكتب اسمه على الاعلام وولى على الشرطة ببغداد من قبله عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر ثم انتقض فأزيل وفيها كان مسير الموفق إلى الجبل لأتكوتكين ومحاربة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وقد تقدم ذلك وفيها ولى الموفق ابن أبي الساج على أذربيجان فسار إليها ودافعه عبد الله بن حسن الهمذاني صاحب مراغة فهزمه ابن أبي الساج واستقر في عمله وفيها زحف هارون الشاري من الحديثة إلى الموصل يريد حربها ثم صانعه أهل الموصل ورحل عنهم وفى سنة سبع وسبعين دعا مازيار بطرسوس لخمارويه بن أحمد بن طولون وكان أنفذ إليه ثلاثين ألف دينار وخمسمائة ثوب وخمسمائة مطرف وسلاحا كثيرا وبعث إليه بعد الدعاء بخمسين ألف دينار
(٣٤٥)