ابن الهيثم فهزمه محمد ودخلها وفيها مات عيسى بن الشيخ الشيباني عامل أرمينية وديار بكر وفيها عظمت الفتنة بين الموفق وابن طولون فحمل المعتمد على لعنه وعزله وولى إسحاق بن كنداجق على اعماله إلى إفريقية وعلى شرطة الخاصة وقطع ابن طولون الخطبة للموفق واسمه من الطرر وفيها ملك ابن طولون الرحبة بعد مقاتلة أهلها وهرب أحمد بن مالك بن طوق إلى الشأم ثم سار إلى ابن الشماخ بقرقيسيا وفى سنة سبعين كان مقتل صاحب الزنج وانقراض دعوته ووفاة الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان وقيام أخيه محمد بأمره ووفاة أحمد بن طولون صاحب مصر وولاية ابنه خمارويه ومسير إسحاق بن كنداجق بابن دعامس عامل الرقة والثغور والعواصم لابن طولون وفى سنة احدى وسبعين ثار بالمدينة محمد وعلى ابنا الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم وقتلا جماعة من أهلها ونهبا أموال الناس ومنعا الجمعة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا وفيها عزل المعتمد عمرو بن الليث من خراسان فقاتله أحمد بن عبد الله بن أبي دلف بأصبهان وهزمه وفيها استعاد خمارويه الشأم من يد أبى العباس ابن الموفق وفر إلى طرسوس كما تقدم وفيها عقد المعتمد لأحمد بن محمد الطائي على المدينة وطريق مكة وكان يوسف بن أبي الساج والى مكة وجاء بدر غلام الطائي أميرا على الحاج فحاربه يوسف على باب المسجد الحرام وأسره فسار الجند والحاج بيوسف وأطلقوا بدرا من يده وحملوا يوسف أسيرا إلى بغداد وفى منتصف سنة اثنتين وسبعين غلب أتكوتكين على الري من يد محمد بن زيد العلوي سار هو من قزوين في أربعة آلاف ومحمد بن زيد من طبرستان في الديلم وأهل خراسان فانهزموا وقتل منهم ستة آلاف وفيها ثار أهل طرسوس بأبي العباس بن الموفق وأخرجوه إلى بغداد وولوا عليهم بازيار وفيها توفى سليمان بن وهب في حبس الموفق وفيها دخل حمدان بن حمدون وهرون مدينة الموصل وفيها قدم صاعد بن مخلد الوزير من فارس وقد كان بعثه الموفق إليها لحرب فرجع إلى واسط وركب القواد لاستقباله فترجلوا إليه وقبلوا يده ولم يكلمهم ثم قبض الموفق على جميع أصحابه وأهله ونهب منازلهم وكتب إلى بغداد بقبض ابنه أبى عيسى وصالح وأخيه عبدون واستكتب مكانه أبا الصقر إسماعيل ابن بلبل واقتصر به على الكتابة وفيها جاء بنو شيبان إلى الموصل فعاثوا في نواحيها وأجمع هارون الشاربي وأصحابه على قصدهم وكتب إلى أحمد بن حمدون الثعلبي فجاءه وساروا إلى الموصل وعبروا الجانب الشرقي من دجلة ثم ساروا إلى نهر الحادر فلما تراءى الجمعان انهزم هارون وأصحابه وانجلى سوى عنها وفى سنة ثلاث وسبعين وقعت الفتنة بين ابن كنداجق وبين ابن أبي الساج وسار ابن أبي الساج إلى
(٣٤٤)