وعلى الميمنة اتياخ وعلى الميسرة جعفر بن دينار الخياط وعلى القلب عجيف بن عنبسة وجاء إلى بلاد الروم فأقام بسلوقية على نهر السن قريبا من البحر وعلى سيرة يوم من طرطوس وبعث الأفشين إلى سروج وأمره بالدخول من درب الحرث وبعث اشناس من درب طرطوس وأمره بانتظاره بالصفصاف وقدم وصيفا في أثر اشناس وواعدهم يوم اللقاء ورحل المعتصم لست بقين من رجب وبلغه الخبر ان ملك الروم عازم على كبس مقدمته فبعث إلى اشناس بذلك وأن يقيم ثلاثة أيام ليلحق به ثم كتب إليه أن يبعث إليه من قواده من يأتيه بخبر الروم وملكهم فبعث عمر الفرغاني في مائتي فارس فطاف في البلاد وأحضر جماعة عند اشناس أخبروه بأن ملك الروم بينما هو ينتظر المقدمة ليواقعها إذ حاءه الخبر بأن العساكر دخلت من جهة أرمينية يعنى عسكر الأفشين فاستخلف ابن خاله على عسكره وسار إلى تلك الناحية فوجه اشناس بهم إلى المعتصم وكتب المعتصم إلى الأفشين بالمقام حذرا عليه وجعل لمن يوصل الكتاب عشرة آلاف درهم وأوغل في بلاد الروم فلم يدركه الكتاب وكتب المعتصم إلى اشناس بان يتقدم والمعتصم في أثره حتى إذا كانوا على ثلاث مراحل من أنقرة أسر اشناس في طريقه جماعة من الروم فقتلهم وقال لهم شيخ منهم أنا أدلك على قوم هربوا من أنقرة معهم الطعام والشعير فبعث معه مالك بن كرد في خمسمائة فارس فدل بهم إلى مكان أهل أنقرة فغنموا منهم ووجدوا فيهم جرحى قد حضروا وقعة ملك الروم مع الأفشين وقالوا لما استخلف على عسكره سار إلى ناحية أرمينية فلقينا المسلمين صلاة الغداة فهزمناهم وقتلنا رجالهم وافترقت عساكرنا في طلبهم ثم رجعوا بعد الظهر فقاتلونا وحرقوا عسكرنا وفقدنا الملك وانهزمنا ورجعنا إلى العسكر فوجدناه قد انتقض وجاء الملك من الغد فقتل نائبه الذي استخلفه وكتب إلى بلاده بعقاب المنهزمين ومواعدتهم بمكان كذا ليلقى المسلمين بها ووجه خصيا له إلى أنقرة ليحفظها فوجد أهلها قد أجلوا فأمره الملك بالمسير إلى عمورية فوعى مالك بن كرد خبرهم ورجع بالغنيمة والأسرى إلى اشناس وأطلق الأمير الذي دله وكتب اشناس بذلك إلى المعتصم ثم جاء البشير من ناحية الأفشين بالسلامة وان الوقعة كانت لخمس بقين من شعبان وقدم الأفشين على المعتصم بأنقرة ورحل بعد ثلاث والأفشين في ميمنته واشناس في ميسرته وهو في القلب وبين كل عسكر وعسكر فرسخان وأمرهم بالتخريب والتحريق ما بين أنقرة وعمورية ثم وافى عمورية وقسمها على قواده وخرج إليه رجل من المنتصرة فدله على عورة من السور بنى ظاهره واخل باطنه فضرب المعتصم خيمته قبالته ونصبت عليه المجانيق فتصدع السور وكتب بطريقها باطيس والخصى إلى الملك يعلمانه بشأنهما في السور وغيره
(٢٦٣)