بهر مازابارونى سرخاشان سور طمس منها إلى البحر على ثلاثة أميال وهي على حد جرجان وكانت تبنيه سدا بين الترك وطبرستان وجعل عليه خندقا ومن أهل جرجان إلى نيسابور وأنفذ عبد الله بن طاهر عمه الحسن بن الحسين في جيش كثيف لحفظ جرجان فعسكر على الخندق ثم بعث مولاه حيان بن جبلة إلى قومس فعسكر على جبال شروين وبعث المعتصم من بغداد محمد بن إبراهيم بن مصعب وبعث منصور بن الحسن صاحب دنباوند إلى الري وبعث أبا الساج إلى دنباوند وأحاطت العساكر بحياله من كل ناحية وداخل أصحاب الحسن بن الحسين أصحاب سرخاشان في تسليم سورهم وليس بينهما الا عرض الخندق فكلموه وسار الآخرون إليه على حين غفلة من القائدين وركب الحسن بن الحسين وقد ملك أصحابه السور ودخلوا منه فهرب سرخاشان وقبضوا على أخيه شهريار فقتل ثم قبض على سرخاشان على خمسة فراسخ من معسكره وجئ به إلى الحسن بن الحسين فقتله أيضا ثم وقعت بين حيان بن جبلة وبين فارق بن شهريار وهو ابن أخي مازيار ومن قواده مداخلة استمالت حيان فأجاب أن يسلم مدينة سارية إلى حد جرجان على أن يملكوه جبال آبائه وبعث حيان إلى ابن طاهر فسجل لقارن بما سأل وكان قارن في جملة عبد الله بن قارن أخي مازيار ومن قواده فأحضر جميعهم لطعامه وقبض عليهم وبعث بهم إلى حيان فدخل جبال قارن في جموعه واعتصم لذلك مازيار وأشار عليه أخوه القوهيار أن يخلى سبيل من عنده من أصحابه ينزلون من الجبل إلى مواطنهم لئلا يؤتى من قبلهم فصرف صاحب شرطته وخراجه وكاتبه حميدة فلحقوا بالسهل ووثب أهل سارية بعامله عليهم مهرستان ابن شهرين فهرب ودخل حيان سارية ثم بعث قوهيار أخو مازيار محمد بن موسى بن حفص عامل طبرستان وكانوا قد حبسوه عند انتقاضهم فبعثه إلى حيان ليأخذ له الأمان وولاية جبال آبائه على أن يسلم إليه مازيار وعذل قوهيار بعض أصحابه في عدوله بالاستئمان عن الحسن إلى حيان فرجع إليهم وكتبوا إلى الحسن يستدعونه قوهيار من أخيه مازيار فركب من معسكره بطمس وجاء لموعدهم ولقى حيان على فرسخ فرده إلى جبال شروين التي افتتحها ووبخه على غيبته عنها فرجع سارية وتوفى وبعث عبد الله مكانه محمد بن الحسين بن مصعب وعهد إليه أن لا يمنع قارن ما يريده ولما وصل الحسن إلى خرماباذ وسط جبال مازيار لقيه قوهيار هنالك واستوثق كل منهما من صاحبه وكاتب محمد بن إبراهيم بن مصعب من قواد المعتصم قوهيار بمثل ذلك فركب قاصدا إليه وبلغ الحسن خبره فركب في العسكر وحازم يسابق محمد بن إبراهيم إلى قوهيار فسبقه ولقى قوهيار وقد جاء بأخيه مازيار فقبض عليه وبعثه مع اثنين من قواده إلى
(٢٦٦)