بالعسكر الذي جاء إليه لما فضحهم الصبح وانحدر الناشبة من الجبل وقد ركبوا الاعلام على رماحهم وقصدوا جميعا أدين قائد بابك في جفلة فانحدر إلى الوادي فحمل عليه جماعة من أصحاب القواد فرمى عليهم الصخور من الجبل وتحدرت إليهم ولما رأى ذلك بابك استأمن للأفشين على أن يحمل عياله من البد وبينما هم في ذلك إذ جاء الخبر إلى الأفشين بدخول البد وان الناس صعدوا بالاعلام فوق قصور بابك حتى دخل واديا هنالك وأحرق الأفشين قصور بابك وقتل الخرمية عن اخرهم وأخذ أمواله وعياله ورجع إلى معسكره عند المساء وخالفه بابك إلى الحصن فحمل ما أمكنه من المال والطعام وجاء الأفشين من الغد فهدم القصور وأحرقها وكتب إلى ملوك أرمينية وبطارقتهم باذكاء العيون عليه في نواحيهم حتى يأتوه به ثم عثر على بابك بعض العيون في واد كثير الغياض يمر من أذربيجان إلى أرمينية فبعث من يأتي به فلم يعثروا عليه لكثرة الغياض والشجر وجاء كتاب المعتصم بأمانه فبعث به الأفشين بعض المستأمنة من أصحاب بابك فامتنع من قبوله وقتل بعضهم ثم خرج من ذلك الوادي هو وأخوه عبد الله ومعاوية وأمه يريدون أرمينية ورآهم الحرس الذين جاؤوا لاخذه وكان أبو السفاح هو المقدم عليهم فمروا في اتباعهم وأدركوهم على بعض المياه فركب ونجا وأخذ أبو السفاح معاوية وأم يك وبعث بهم إلى الأفشين وسار بابك في جبال أرمينية مختفيا وقد أذكوا عليه العيون حتى إذا مسه الجوع بعث بعض أصحابه بدنانير لشراء قوتهم نعثر به بعض المسلحة وبعث إلى سهل بن ساباط فجاء واجتمع بصاحب بابك الذي كانت حراسة الطريق عليه ودله على بابك فأتاه وخادعه حتى سار إلى حصنه وبعث بالخبر إلى الأفشين فبعث إليه بقائدين من قبله وأمرهما بطاعة ابن ساباط فأكمنهما في بعض نواحي الحصن وأغرى بابك بالصيد وخرج معه فخرج القائدان من الكمين فأخذاه وجاءا به إلى الأفشين ومعهما معاوية بن سهل بن ساباط فحبسه ووكل بحفظه وأعطى معاوية ألف درهم وآتى سهلا ألف ألف درهم ومنطقة مفرقة بالجوهر وبعث إلى عيسى بن يوسف بن أسطقانوس ملك البيلقان يطلب منه عبد الله أخا بابك وقد كان لجأ إلى حصنه عند ما أحاط به ابن ساباط فأنفذه إليه وحبسه الأفشين مع أخيه وكتب إلى المعتصم فأمره بالقدوم بهما وذلك في شوال من سنة ثنتين وعشرين وسار الأفشين بهما إلى سامرا فكان يلقاه في كل رحلة رسول من المعتصم بخلعة وفرس ولما قرب من سامرا تلقاه الواثق وكبر لقدومه وأنزل الأفشين وبابك عنده بالمطيرة وتوج الأفشين وألبسه وشاحين ووصله بعشرين ألف ألف درهم وعشرة آلاف ألف درهم يفرقها في عسكره وذلك في صفر سنة ثلاث وعشرين وجاء أحمد
(٢٦١)