ابن معاذ على الجزيرة وعيسى بن محمد بن أبي خالد على أرمينية وأذربيجان ومحاربة بابك ومات عامل مصر السرى بن محمد بن الحكم فولى ابنه عبيد الله مكانه ومات داود بن يزيد عامل السند فولى بشر بن داود مكانه على أن يحمل ألف ألف درهم كل سنة ثم مات يحيى بن معاذ سنة ست واستخلف ابنه أحمد فعزله المأمون وولى مكانه عبد الله بن طاهر وضاف إليه مصر وسيره بمحاربة نصر بن شيث وولى عيسى بن يزيد الجلودي محاربة الزط سنة خمس ثم عزله سنة ست وولى داود بن منحور مع أعمال البصرة وكور دجلة واليمامة والبحرين وولى في سنة سبع محمد بن حفص على طبرستان والرويان ودنباوند وفيها أوقع السيد بن أنس بجماعة من عرب بنى شيبان ووديعة بما فشا من افسادهم في البلاد فكبسهم بالدسكرة واستباحهم بالقتل والنهب وفى سنة تسع ولى صدقة بن علي ويعرف بزريق على أرمينية وأذربيجان وأمره بمحاربة بابك وقام بأمره أحمد بن الجنيد الإسكافي فأسره بابك فولى إبراهيم بن الليث بن الفضل أذربيجان وكان على جبال طبرستان شهريار بن شروين فمات سنة عشر وقام مكانه ابنه سابور فقتله مازيار بن قارن في حرب أسره فيها وملك جبال طبرستان وفى سنة احدى عشرة قتل زريق بن علي بن صدقة الأزدي السيد بن أنس صاحب الموصل وقد كان زريق تغلب على الجبال ما بين الموصل وأذربيجان وولاه المأمون عليها فجمع وقصد الموصل لحرب السيد فخرج إليه أربعة آلاف فاشتد القتال بينهم وقتل السيد في المعركة فغضب المأمون لقتله وولى محمد بن حميد الطوسي على الموصل وأمره بحرب زريق وبابك الخرمي فسار إلى الموصل واستولى عليها سنة ثنتي عشرة ومات موسى بن حفص عامل طبرستان فولى المأمون مكانه ابنه وولى حاجب بن صالح على الهند فوقعت بينه وبين بشر بن داود صاحب السند حرب وانهزم بشر إلى كرمان ثم قتل محمد بن حميد الطوسي سنة أربع عشرة قتله بابك الخرمي وذلك أنه لما فرغ من أمر المتغلبين بالموصل سار إلى بابك في العساكر الكاملة الحشد وتجاوز إليه المضايق ووكل بحفظها حتى انتهى إلى الجبل فصعد وقد أكمن بابك الرجال في الشعراء فلما جاز ثلاثة فراسخ خرجت عليهم الكمائن فانهزموا وثبت محمد بن حميد حتى إذا لم يبق معه الا رجل واحد فتسلل يطلب النجاة فعثر في جماعة من الحربية يقاتلون طائفة من أصحابه فقصدوه وقتلوه وعظم ذلك على المأمون واستعمل عبد الله بن طاهر على خراسان لأنه كان بلغه ان أخاه طلحة بن طاهر مات وقام على أخوه مكانه خليفة لعبد الله وعبد الله بالدينور يجهز العساكر إلى بابك فولى على نيسابور محمد بن حميد فكثر عيث الخوارج بخراسان فأمره المأمون بالمسير إليها فسار ونزل نيسابور وسأل عن سيرة محمد بن حميد فسكتوا فعزله
(٢٥٤)