الطاهري فاستثبتنا حتى عرفه وانصرف ثم دخل علينا منتصف الليل قوم من العجم منتضين سيوفهم فدافع عن نفسه قليلا ثم ذبحوه ومضوا برأسه إلى طاهر ثم جاؤوا من السحر فأخذوا جثته ونصب طاهر الرأس حتى رآه الناس ثم بعث به إلى المأمون مع ابن عمه محمد بن الحسن بن مصعب ومعه الخاتم والبردة والقضيب وكتب معه بالفتح فلما رآه المأمون سجد ولما قتل الأمين نادى طاهر بالأمان ودخل المدينة يوم الجمعة فصلى بالناس وخطب للمأمون وذم الأمين ووكل بحفظ القصور الخلافية وأخرج زبيدة أم الأمين وابنيه موسى وعبد الله إلى بلاد الزاب الأعلى ثم أمر بحمل الولدين إلى المأمون وندم الجند على قتله وطالبوا طاهرا بالأموال فارتاب بجند بغداد وبجنده أنهم تواطئوا عليه وثاروا به لخمس من قتل الأمين فهرب إلى عقرقوبا ومعه جماعة من القواد ثم تعبي لقتالهم فجاؤوا واعتذروا وأحالوا على السفهاء والاحداث فصفح عنهم وتوعدهم ان يعودوا لمثلها وأعطاهم أربعة أشهر واعتذر إليه مشيخة بغداد وحلفوا أنهم لم يدخلوا الجند في شئ من ذلك فقبل منهم ووضعت أهل الحرب أوزارها واستوسق الامر للمأمون في سائر الاعمال والممالك ثم خرج الحسن الهرش في جماعة من السفلة واتبعه كثير من بوادي الاعراب ودعا إلى الرضا من آل محمد وأتى النيل فجبى الأموال ونهب القرى وولى المأمون الحسن بن سهل أخا الفضل على ما افتتحه طاهر من كور الجبل والعراق وفارس والأهواز والحجاز واليمن فقدم سنة تسعة وتسعين وفرق العمال وولى طاهرا على الجزيرة والموصل والشأم والمغرب وأمره أن يسير إلى قتال نصر بن شبيب وأمر هرثمة بالمسير إلى خراسان وكان نصر بن شبيب من بنى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر في كيسوم شمالي حلب وكان له ميل إلى الأمين فلما قتل أظهر الوفاء له بالبيعة وغلب على ما جاوره من البلاد وملك سميساط واجتمع عليه خلق كثير من الاعراب وعبر إلى شرقي العراق وحصر حران وسأل منه شيعة الطالبيين أن يبايعوا لبعض آل على لما رأوه من بنى العباس ورجالهم وأهل دولتهم وقال والله لا أبايع أولاد السوداوات فيقول انه خلقني ورزقني قالوا فبعض بنى أمية قال قد أدبر أمرهم والمدبر لا يقبل ولو سلم على رجل مدبر لأعداني بادباره وانما هواى في بنى العباس وانما حاربتهم لتقديمهم العجم على العرب ولما سار إليه طاهر نزل الرقة وأقام بها وكتب إليه يدعوه إلى الطاعة وترك الخلاف فلم يجبه وجاء الخبر إلى طاهر في الرقة بوفاة أبيه الحسين بن زريق بن مصعب بخراسان وأن المأمون حضر جنازته ونزل الفضل قبره وجاء كتاب المأمون يعزيه فيه وبعد قتل الأمين كانت الوقعة بالموصل بين اليمانية والترارية وكان علي بن الحسن الهمداني متغلبا على الموصل فعسف
(٢٤١)