يوما بكماله وقدم على أبي مسلم صالح بن سليمان الضبي وإبراهيم بن يزيد وزياد بن عيسى فسرحهم إلى مالك فقوى مالك بهم وقاتلوا القوم فحمل عبد الله الطائي على يزيد مولى نصر فأسره وانهزم أصحابه وأرسله الطائي إلى أبي مسلم ومعه رؤس القتلى فأحسن أبو مسلم إلى يزيد وعالجه ولما اندملت جراحه قال إن شئت أقمت عندنا والا رجعت إلى مولاك سالما بعد أن تعاهدنا على أن لا تحاربنا ولا تكذب علينا فرجع إلى مولاه وتفرس نصر أنه عاهدهم فقال والله هو ما ظننت وقد استحلفوني أن لا أكذب عليهم وانهم والله يصلون الصلاة لوقتها بأذان وإقامة ويتلون القرآن ويذكرون الله كثيرا ويدعون إلى ولاية آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أحسب أمرهم الا سيعلوا ولولا أنك مولاي لأقمت عندهم وكان الناس يرجفون عنهم بعبادة الأوثان واستحلال الحرام ثم غلب حازم بن خزيمة على مرو الروذ وقتل عامل نصر بها وكان من بنى تميم من الشيعة وأراد بنو تميم منعه فقال انا منكم فان ظفرت فهي لكم وان قتلت كفيتم أمرى فنزل قرية زاها ثم تغلب على أهلها فقتل بشر بن جعفر السغدي عامل نصر عليها أوائل ذي القعدة وبعث بالفتح إلى أبي مسلم مع ابنه خزيمة بن حازم وقيل في أمر أبى مسلم غير هذا وان إبراهيم الامام أزوج أبا مسلم لما بعثه خراسان بابنه أبى النجم وكتب إلى النقباء بطاعته وكان أبو مسلم من سواد الكوفة فهزما فانتهى لإدريس بن معقل العجلي ثم سار إلى ولاية محمد بن علي ثم ابنه إبراهيم ثم للائمة من ولاية من ولده وقدم خراسان وهو حديث السن واستصغره سليمان بن كثير فرده وكان أبو داود خالد بن إبراهيم غائبا وراء النهر فلما جاء إلى مرو أقرأه كتاب الامام وسألهم عن أبي مسلم فأخبروه أن سليمان بن كثير رده لحداثة سنة وأنه لا يقدر على الامر فنخاف على أنفسنا وعلى من يدعوه فقال لهم أبو داود ان الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى جميع خلقه وأنزل عليه كتابه بشرائعه وأنبأه بما كان وما يكون وخلف علمه رحمة لامته وعلمه انما هو عند عترته وأهل بيته وهم معدن العلم وورثة الرسول فيما علمه الله أتشكون في شئ من ذلك قالوا لا قال فقد شككتم والرجل لم يبعثه إليكم حتى علم أهليته لما يقوم به فبعثوا عن أبي مسلم وردوه من قومس بقول أبى داود وولوه أمرهم وأطاعوه ولم نزل في نفس أبى مسلم من سليمان بن كثير ثم بعث الدعاة ودخل الناس في الدعوة أفواجا واستدعاه الامام سنة تسع وعشرين أن يوافيه بالمرسوم ليأمره بأمره في إظهار الدعوة وأن يقدم معه قحطبة بن شبيب ويحمل ما اجتمع عنده من الأموال فسار في جماعة من النقباء والشيعة فلقيه كتاب الامام بقومس يأمره بالرجوع واظهار الدعوة بخراسان وبعث قحطبة بالمال وان قحطبة سار إلى جرجان واستدعى خالد بن برمك وأبا عون فقدما بما عندهما
(١١٨)