في ذلك المكان وجاء أبو حميد إلى أبي الجهم فأخبره وكان في عسكر أبى سلمة فقال له تلطف في لقائهم فجاء إلى موعد سابق ومضى معه ودخل عليهم فسأل عن الخليفة فقال داود ابن علي هذا امامكم وخليفتكم يشير إلى أبي العباس فسلم عليه بالخلافة وعزاه بإبراهيم الامام ورجع ومعه خادم من خدمهم إلى أبي الجهم فأخبره عن منزلهم وان أبا العباس أرسل إلى أبي سلمة أن يبعث إليه كراء الرواحل التي جاؤوا إليها فلم يبعث إليهم شيئا فمشى أبو الجهم وأبو الحميد والخادم إلى موسى بن كعب وأخبروه بالأمر وبعثوا إلى الامام مائتي دينار مع خادمه واتفق رأى القواد على لقاء الامام فنهض موسى بن كعب وأبو الجهم عبد الحميد بن ربعي وسلمة بن محمد وعبد الله الطائي وإسحاق بن إبراهيم وشراحيل وأبو حميد وعبد الله بن بسام ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن حصين وسليمان بن الأسود فدخلوا على أبي العباس فسلموا عليه بالخلافة وعزوه في إبراهيم ورجع موسى ابن كعب وأبو الجهم وخلفوا الباقين عند الامام وأوصوهم ان جاء أبو سلمة لا يدخلن الا وحده وبلغه الخبر فجاء ودخل وحده كما حدوا له وسلم على أبي العباس بالخلافة وأمره بالعود إلى معسكره وأصبح الناس يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول فلبسوا الصفاح واصطفوا للخروج إلى أبي العباس وأتوه بالدواب له ولمن معه من أهل بيته وأركبوهم إلى دار الامارة ثم رجع إلى المسجد فخطب وصلى بالناس وبايعوه ثم صعد المنبر ثانية فقام في أعلاه وصعد عمه داود فقام دونه وخطب خطبته البليغة المشهورة وذكر حقهم في الامر وميراثهم له وزاد الناس في أعطياتهم وكان موعوكا فاشتد عليه الوعك فحبس على المنبر وقام عمه داود على أعلى المراقى فخطب مثله وذم سيرة بنى أمية وعاهد الناس على إقامة الكتاب والسنة وسيره ثم اعتذر عن عود السفاح بعد الصلاة إلى المنبر وأنه أراد أن لا يخلط كلام الجمعة بغيرها وانما قطعه عن اتمام الكلام شدة الوعك فادعوا الله له بالعافية ثم بالغ في ذم مروان وشكر شيعتهم من أهل خراسان وأن الكوفة منزلهم لا يتخلون عنها وأنه ما صعد هذا المنبر خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد وأشار إلى السفاح وأن هذا الامر فينا ليس بخارج عنا حتى نسلمه لعيسى بن مريم ثم نزل أبو العباس وداود امامه حتى دخل القصر وأجلس أخاه أبا جعفر في المسجد يأخذ البيعة على الناس حتى جن الليل وخرج أبو العباس إلى عسكر أبى سلمة ونزل معه في حجرته بينهما ستر وحاجب السفاح يومئذ عبد الله بن بسام واستخلف على الكوفة عمه داود وبعث عمه عبد الله إلى أبي عون بن يزيد بشهرزور وبعث ابن أخيه موسى إلى الحسن ابن قحطبة وهو يحاصر ابن هبيرة بواسط وبعث يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس إلى
(١٢٩)