ابن عبد العزيز بن مروان إلى مصر وبعثوا بالأسرى إلى ابن هبيرة فأطلقهم ومضى ابن معاوية عن فارس إلى خراسان وسار معن بن زائدة في طلب منصور بن جمهور وكان فيمن أسر مع عبد الله بن معاوية عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس شفع فيه حرب ابن قطن من أخواله بنى هلال فوهبه له ضبارة وغاب عبد الله بن معاوية عن ابن ضبارة ورمى أصحابه باللواطة فبعث إلى ابن هبيرة ليخبره وسار ابن ضبارة في طلب عبد الله بن معاوية إلى شيراز فحاصره بها حتى خرج منها هاربا ومعه أخوه الحسن ويزيد وجماعة من أصحابه فسلك المفازة على كرمان إلى خراسان طمعا في أبى مسلم لأنه كان يدعو إلى الرضا من آل محمد وقد استولى على خراسان فوصل إلى نواحي هراة وعليها مالك فقال له انتسب نعرفك فانتسب له فقال أما عبد الله وجعفر فمن أسماء آل الرسول وأما معاوية فلا نعرفه في أسمائهم قال إن جدي كان عند معاوية حين ولد أبى فبعث إليه مائة ألف على أن يسمى ابنه باسمه فقال لقد اشتريتم الأسماء الخبيثة بالثمن اليسير فلا نرى لك حقا فيما تدعو إليه ثم بعث بخبره إلى أبي مسلم فأمره بالقبض عليه وعلى من معه فحبسهم ثم كتب إليه باطلاق أخويه الحسن ويزيد وقتل عبد الله فوضع الفراش على وجهه فمات لما تعاقد نصر وابن الكرماني وقبائل ربيعة واليمن ومضر على قتال أبى مسلم عظم على الشيعة وجمع أبو مسلم أصحابه ودس سليمان بن كثير إلى ابن الكرماني يذكره بثأر أبيه من نصر فانتقضوا فبعث نصر إلى أبي مسلم بموافقة مضر وبعث إليه أصحاب ابن الكرماني وهم ربيعة واليمن بمثل ذلك واستدعى وفد الفريقين ليختار الركون إلى أحدهما وأحضر الشيعة لذلك وأخبرهم بأن مضر أصحاب مروان وعماله وشيعته وقبله يحيى بن زيد فلما حضر الوفد تكلم سليمان بن كثير ويزيد بن شقيق السلمي بمثل ذلك وبان نصر بن سيار عامل مروان ويسميه أمير المؤمنين وينفذ أوامره فليس على هدى وانما يختار علي بن الكرماني وأصحابه ووافق السبعون من الشيعة على ذلك وانصرف الوفد ورجع أبو مسلم من أبين إلى الماخران وأمر الشيعة ببناء المساكن وأمن من فتنة العرب ثم أرسل إليه علي بن الكرماني أن يدخل مرو من ناحيته ليدخل هو وقومه من الناحية الأخرى فلم يطمئن لذلك أبو مسلم وقال ناشبهم الحرب من قبل فناشب ابن الكرماني نصر بن سيار الحرب ودخل مرو من ناحيته وبعث أبو مسلم بعض النقباء فدخل معه ثم سار وعلى مقدمته أسيد بن عبد الله الخزاعي وعلى ميمنته مالك بن الهيثم وعلى ميسرته القاسم بن مجاشع فدخل مرو والفريقان يقتتلان ومضى إلى قصر الامارة وهو يتلو ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها
(١٢٢)