وأمر الفريقين بالانصراف فانصرفوا إلى معسكرهم وصفت له مرو وأمر بأخذ البيعة من الجند وتولى أخذها أبو منصور طلحة بن زريق أجد النقباء الذين اختارهم محمد بن علي من الشيعة حين بعث دعاته إلى خراسان سنة ثلاث وأربع وكانوا اثنى عشر رجلا فمن خزاعة سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وزياد بن صالح وطلحة بن زريق وعمر بن أعين ومن طيئ قحطبة بن شبيب بن خالد بن سعدان ومن تميم أبو عيينة موسى ابن كعب ولاهز بن قريط والقاسم بن مجاشع وأسلم بن سلام ومن بكر بن وائل أبو داود خالد بن إبراهيم الشيباني وأبو على الهروي ويقال شبل بن طهمان وكان عمر ابن أعين مكان موسى بن كعب وأبو النجم إسماعيل بن عمران مكان أبى على الهروي وهو ختن أبى مسلم ولم يكن أحد من النقباء ووالده غير أبى منصور طلحة بن زريق ابن سعد وهو أبو زينب الخزاعي وكان قد شهد حرب ابن الأشعث وصحب المهلب وغزا معه وكان أبو مسلم يشاوره في الأمور وكان نص البيعة أبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والطاعة للرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بذلك عهد الله وميثاقه والطلاق والعتاق والمشي إلى بيت الله الحرام وعلى أن لا تسألوا رزقا ولا طمعا حتى تبدأكم به ولاتكم وذلك سنة ثلاثين ومائة ثم أرسل أبو مسلم لاهز بن قريط في جماعة إلى نصر بن سيار يدعو إلى البيعة وعلم نصر أن أمره قد استقام ولا طاقة له بأصحابه فوعده بأنه يأتيه يبايعه من الغد وأرسل أصحابه بالخروج من ليلتهم إلى مكان يأمنون فيه فقال أسلم بن أحوز لا يتهيأ لنا الليلة فلما أصبح؟؟ أبو مسلم كتابه وأعاد لاهز بن قريط إلى نصر يستحثه فأجاب وأقام لوضوئه فقال لاهز ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فخرج نصر عند المساء من خلف حجرته ومعه ابنه تميم والحكم بن غيلة النميري وامرأته المرزبانة وانطلقوا هرابا واستبطأه لاهز فدخل المنزل فلم يجده وبلغ أبا مسلم هربه فجاء إلى معسكره وقبض على أصحابه منهم سالم بن أحوز صاحب شرطته والبحتري كاتبه وابنان له ويونس ابن عبد ربه ومحمد بن قطن وغيرهم وسار أبو مسلم وابن الكرماني في طلبه ليلتهما فأدركا امرأته قد خلفها وسار فرجعوا إلى مرو وبلغ نصر من سرخس فأقام بطوس خمس عشرة ليلة ثم جاء نيسابور فأقام بها وتعاقد ابن الكرماني مع أبي مسلم على رأيه ثم بعث إلى شيبان الحروري يدعوه إلى البيعة فقال شيبان بل أنت تبايعني واستنصر بابن الكرماني فأبى عليه وسار شيبان إلى سرخس واجتمع له جمع من بكر ابن وائل وبعث إليه أبو مسلم في الكف فسجن الرسل فكتب إلى بسام بن إبراهيم مولى بنى ليث المكنى بأبي ورد أن يسير إليه فقاتله وقتله وقتل بكر بن وائل الرسل الذين
(١٢٣)