وحبس أخاه يزيد بن هشام وفرق بين ابن الوليد وبين امرأته وحبس عدة من ولد الوليد فرموه بالفسق والكفر واستباحة نساء أبيه وخوفوا بنى أمية منه بأنه اتخذ ميتة جامعة لهم وطعنوا عليه في تولية ابنيه الحكم وعثمان العهد مع صغرهما وكان أشدهم عليه في ذلك يزيد بن الوليد لأنه كان يتنسك فكان الناس إلى قوله أميل ثم فسدت اليمامة عليه بما كان منه لخالد القسري وقالوا انما حبسه ونكبه لامتناعه من بيعة ولديه ثم فسدت عليه قضاعة وكان اليمن وقضاعة أكثر جند الشأم واستعظموا منه ما كان من بيعة خالد ليوسف بن عمر وصنعوا على لسان الوليد قصيدة معيرة اليمنية بشأن خالد فازداد واختفى وأتوا إلى يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأرادوه على البيعة وشاور عمر بن زيد الحكمي فقال شاور أخاك العباس والا فأظهر انه قد بايعك فان الناس له أطوع فشاور العباس فنهاه عن ذلك فلم ينته ودعا الناس سرا وكان بالبادية وبلغ الخبر مروان بأرمينية فكتب إلى سعيد بن عبد الملك يعظم عليه الامر ويحذره الفتنة ويذكر له أمر يزيد فأعظم ذلك سعيد وبعث بالكتاب إلى العباس فتهدد أخاه يزيد فكتمه وصدقه ولما اجتمع ليزيد أمره أقبل إلى دمشق لأربع ليال متنكرا معه سبعة نفر على الحمر ودخل دمشق ليلا وقد بايع له أكثر أهلها سرا وأهل المرة وكان على دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجاج فاستوياها فنزل قطنا واستخلف عليها ابنه محدا وعلى شرطته أبو العاج كثير بن عبد الله السلمي ونمى الخبر إليهما فكذباه وتواعد يزيد مع أصحابه بعد المغرب بباب الفراديس ثم دخلوا المسجد فصلوا العتمة ولما قضوا الصلاة جاء حرس المسجد لاخراجهم فوثبوا عليهم ومضى يزيد بن عنبسة إلى يزيد ابن الوليد فجاء به إلى المسجد في زهاء مائتين وخمسين وطرقوا باب المقصورة فأدخلهم الخادم فأخذوا أبا العاج وهو سكران وخزان بيت المال وبعث عن محمد بن عبد الملك فأخذه وأخذوا سلاحا كثيرا كان بالمسجد وأصبح الناس من الغد من النواحي القريبة متسائلين للبيعة أهل المرة والسكاسك وأهل دارا وعيسى بن شيب الثعلبي في أهل درهة وحرستا وحميد بن حبيب اللخمي في أهل دمر عران وأهل حرش والحديثة ودريركا وربعي بن هشام الحرثي في جماعة من عرو سلامان ويعقوب بن عمير ابن هانئ العبسي وجهينة ومواليهم ثم بعث عبد الرحمن بن مصادي في مائتي فارس فجاء بعبد الملك بن محمد بن الحجاج من قصره على الأمان ثم جهز يزيد الجيش إلى الوليد بمكانه من البادية مع عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ومنصور بن جمهور وقد كان الوليد لما بلغه الخبر بعث عبد الله بن يزيد بن معاوية إلى دمشق فأقام بطريقه قليلا ثم بايع ليزيد وأشار على الوليد أصحابه أن يلحق بحمص فيتحصن بها قال له ذلك يزيد بن خالد ابن يزيد وخالفه عبد الله بن عنبسة وقال ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره وحرمه قبل
(١٠٧)