في تفسيره (1) في تفسير قوله تعالى " ممن ترضون من الشهداء " (2) قال: " يعني ممن ترضون دينه وأمانته وصلاحه وعفته وتيقظه في ما يشهد به وتحصيله وتمييزه فما كل صالح مميز ولا محصل ولا كل محصل مميز صالح، وإن من عباد الله لمن هو أهل لصلاحه وعفته ولو شهد لم تقبل شهادته لقلة تمييزه، فإذا كان صالحا عفيفا مميزا محصلا مجانبا للعصبية والهوى والميل والتحامل فذلك الرجل الفاضل.. الحديث " وهو جار على ما تقدم في جملة من عبارات أصحابنا المتقدمين التي قدمناها والخبر المذكور ظاهر الدلالة واضح المقالة في ما ادعيناه.
ويعضد ذلك جملة من الأخبار وإن لم تكن مثل هذين في الوضوح والظهور السالم من الانكار.
منها - ما رواه الشيخ الصدوق في الخصال عن الرضا عن آبائه عن علي (عليهم السلام) (3) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته ".
وما رواه فيه أيضا بسنده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) (4) قال " ثلاث من كن فيه أوجبت له أربعا على الناس: من إذا حدثهم لم يكذبهم وإذا وعدهم لم يخلفهم وإذا خالطهم لم يظلمهم، وجب أن تظهر في الناس عدالته وتظهر فيهم مروته وأن تحرم عليهم غيبته وأن تجب عليهم أخوته ".
أقول: لا يخفى عليك ما في دلالة هذين الخبرين على ما ادعيناه زيادة على الصحيحة المتقدمة من اعتبار المعاشرة والمخالطة في معرفة العدالة لتصريحهما بأن العدالة تثبت بهذه الأمور المعدودة فيهما ومن الظاهر أن هذه الأمور لا تحصل إلا